جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب “نموذج رائد في دعم ريادة الأعمال”

tahqiqe24

منصة الشباب بيوكرى تعد من أهم الفضاءات المخصصة لدعم وتكوين الشباب حاملي أفكار المشاريع بإقليم اشتوكة أيت باها. تمثل هذه المنصة نموذجا متكاملا في تعزيز ثقافة المقاولة وتنمية قدرات الشباب الريادية، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة. يتم تنفيذ هذا المشروع في إطار شراكة مثمرة بين جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال البرنامج الثالث الذي يهدف إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، لا سيما في محور دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب.

خلال فترة ستة أشهر، نجح اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب في تكوين أكثر من 100 حامل فكرة مشروع، حيث قدمت لهم سلسلة من التكوينات المتخصصة في جميع جوانب ريادة الأعمال. من خلال هذه التكوينات، تم تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات الأساسية لإطلاق مشاريعهم، بدءا من مرحلة إعداد الفكرة وتحليل الجدوى وصولا إلى وضع خطة العمل وتقديم العروض أمام اللجان المختصة. وكان من أهم مميزات هذه التكوينات تركيزها على المرحلة القبلية، التي تتمثل في تجهيز الشباب لمواجهة التحديات التي قد يواجهونها عند تقديم أفكارهم، سواء من خلال تحسين طريقة عرض المشاريع أو من خلال العمل على تفاصيلها المالية والقانونية.

بعد إتمام التكوينات، خضع الشباب لمرحلة الترافع أمام اللجنة الإقليمية للتنمية الاقتصادية بإقليم اشتوكة أيت باها، حيث تم تقييم المشاريع واختيار الأنسب لدعمها. وقد أسفرت هذه الجهود عن انتقاء 61 مشروعا، تم اختيارها للانتقال إلى مرحلة التمويل، والتي كانت حاسمة لضمان استمرارية تلك المشاريع. في إطار هذا الدعم، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة 90% من تكاليف هذه المشاريع، مما يبرز التزامها العميق في دعم مشاريع الشباب وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق النجاح.

إضافة إلى ذلك، حرصت جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب على تقديم المواكبة البعدية للمشاريع المدعومة، والتي تمثل مرحلة حيوية لضمان استدامة المشاريع بعد تنفيذها. شملت هذه المواكبة العديد من الأنشطة التي تم توجيهها لمساعدة الشباب في التغلب على التحديات الميدانية والتقنية التي قد يواجهونها، مثل تحسين أساليب التسويق، وتوسيع شبكة العلاقات، وإدارة العمليات بشكل أكثر فعالية، ومساطير نيل الصفقات العمومية، والتكييف التمويلي للمشروع إلى غير ذلك.

لا شك أن هذا الإنجاز يعد الأول من نوعه بالإقليم، حيث استطاعت الجمعية في إطار الشراكة التي تجمعها باللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم اشتوكة ايت باها خلال فترة زمنية قصيرة تحقيق نتائج مبهرة، تمثلت في دعم أكثر من 61 مشروعا رياديا في مختلف القطاعات. إن هذه النتيجة لم تكن لتتحقق لولا الجهود الكبيرة التي بذلها أطر جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب، الذين ساهموا بخبراتهم وكفاءاتهم في تأهيل الشباب وتوجيههم عبر جميع المراحل. وقد أشاد جميع المستفيدين من هذه التكوينات والمواكبة بدور الأطر المشرفة على المنصة، مشيرين إلى تأثيرهم الإيجابي في نجاح مشاريعهم، سواء من حيث التوجيه الاستراتيجي أو الدعم التقني المتواصل.

علاوة على ذلك، تساهم المنصة في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحفيز قطاع المقاولات الشبابية في المنطقة، وهو ما يساهم بشكل مباشر في الحد من ظاهرة البطالة وتعزيز تنمية المهارات الريادية بين الشباب. ويعتبر نجاح هذه المنصة نموذجا يحتذى به في باقي مناطق المملكة، حيث يظهر كيف يمكن للمبادرات المحلية المدعومة بشراكات استراتيجية أن تحقق تأثيرا إيجابيا كبيرا على تنمية الشباب وتحسين مستوى دخلهم الاقتصادي والاجتماعي.

في الختام، تعد تجربة جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب مثالا حيا على أهمية الشراكة بين المجتمع المدني والجهات الحكومية في تعزيز ريادة الأعمال ودعم الشباب في تحقيق طموحاتهم المهنية. إن النجاح الذي حققته منصة الشباب بيوكرى بفضل مجهودات أطر جمعية اتحاد المقاولين الذاتيين الشباب يعكس فاعلية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق أهدافها المتمثلة خاصة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ويعزز من فرص هؤلاء الشباب في المشاركة الفعالة في الاقتصاد المحلي والوصول إلى مستويات أعلى من النجاح المهني والاجتماعي.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.