محمد مسير ابغور
شهدت مدينة الرباط اليوم الاحد مسيرة مليونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالعدوان الاسرائيلي على غزة .
وفجأت تحول المشهد بسرعة غريبة ومقلق للمتتبعين على حد سواء، عرفت المسيرة انزلاقة خطيرة وذالك بتزعم جماعة العدل و الإحسان ، وتعرّيض المغربي والمستشار الملكي أندري أزولاي لهجوم لفظي من طرف بعض المشاركين، وصل لحد السبّ العلني بنعته بالصهيوني ، في سلوك لا يمتّ بأي صلة لقيم المغاربة ولا لتقاليد المملكة التي أرست، منذ قرون، نموذجًا استثنائيًا في التعايش والسلام بين جميع مكونات المجتمع، أيا كانت دياناتهم أو خلفياتهم.
المستشار الملكي أندري أزولاي الذي قدم الشيئ الكبيرة للمملكة المغربية والشعب بكونه مستشار ملكي مكلف بالاقتصاد المغربي وعلاقته بالعالم و الذي لطالما شكّل رمزًا للانفتاح الثقافي والتعددية الدينية داخل مؤسسات الدولة، هو شخصية وطنية اشتغلت لعقود في خدمة المصالح العليا للمملكة، وخاصة في ملفات حيوية كالحوار بين الأديان، والدبلوماسية الثقافية، والتنمية المستدامة. والإساءة إليه لا تستهدفه كفرد فحسب، بل تمس مؤسسة استشارية سامية مرتبطة مباشرة بجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، ما يطرح علامات استفهام حول خلفيات هذا الفعل ودوافعه الحقيقية.
وقد عبرت مجموعة من الفرقاء السياسيين والحقوقين عن قلقها الى تحويل المسيرة الى مطية لتصريف الازمات بين الجماعة والمؤسسات السيادية بشكل غير مبرر ومحاولة استغلال القضية الفلسطينة باسلوب اديولوجي وعقيدي اكثر من ماهو انساني .دون استحضار مواقف المملكة المغربية وعلى راسها جلالة الملك محمد السادس كامين بيت القدس والمبادرات الانسانية المتتالية والتي بصمت التاريخ المجيد للمملكة ازاء القضية الفلسطينية برمتها وقطاع غزة على الخصوص..