حالة استنفار بسبتة المحتلة بعد وصول 54 قاصرا مغربيا إلى شواطئها

tahqiqe24

محمد مسير ابغور

شهدت مدينة سبتة المحتلة، مساء أول أمس الجمعة، حالة استنفار واسعة عقب وصول 54 قاصرًا مغربيًا إلى شواطئها.

واستغل هؤلاء القاصرون حالة هيجان البحر وانتشار الضباب لعبور البحر سباحةً نحو منطقتي تاراخال وبنزو.

وحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، فقد دفعت هذه التطورات بالحرس المدني الإسباني إلى نشر دوريات إضافية على طول المقاطع الساحلية الأكثر هشاشة على الحدود الجنوبية، تحسبًا لمحاولات تسلل جديدة. كما نفذ عناصر الحرس المدني، ليلة السبت، عدة عمليات إنقاذ شملت أطفالًا وبالغين.

وفي سياق متصل، قامت عناصر الحرس المدني بحملات تمشيط في الأحياء الهامشية للمدينة لتعقب القاصرين واعتقال عدد منهم، حيث تم ترحيلهم لاحقًا إلى السلطات المغربية، فيما نُقل آخرون إلى مراكز الاستقبال.

ووفقًا للمعطيات الرسمية، فقد التحق القاصرون الجدد بـ460 آخرين يخضعون حاليًا للرعاية داخل المدينة، ما أدى إلى تجاوز الطاقة الاستيعابية لمراكز الإيواء، التي لا تتسع سوى لـ132 شخصًا في ظروف استقبال ملائمة. وقد تم تسليم الوافدين الجدد إلى مصالح حماية الطفولة المحلية، إلا أن الضغط على نظام الرعاية الاجتماعية بلغ مستويات غير مسبوقة.

حكومة المدينة تطلق نداء استغاثة

ووصف رئيس حكومة سبتة، خوان فيفاس، المنتمي لحزب الشعب، الوضع بـ”الحرج”، موجّهًا نداءً عاجلًا إلى الحكومة المركزية في مدريد للتدخل الفوري. وقال في تصريحات لوكالة “إفي”: “لا نرغب في إثارة الذعر، لكن الوضع خطير. هذه قضية دولة. لا تتركونا وحدنا”.

وتخشى سلطات المدينة من تفاقم الأوضاع، خصوصًا مع اقتراب موعد مهرجان سبتة السنوي، الذي غالبًا ما يشهد محاولات تسلل إضافية. وتتجه الأنظار إلى 28 غشت المقبل، الموعد الذي حددته وزيرة الشباب والطفولة، سيرا ريغو، لانطلاق عملية إعادة توزيع نحو 4400 قاصر من سبتة وجزر الكناري على عدد من الأقاليم الإسبانية الأخرى.

صيف آخر من “الهجرة القاصرة”

ورغم تأكيد السلطات المحلية أن موجات عبور القاصرين نحو سبتة تتكرر سنويًا خلال فصل الصيف، إلا أن تزامنها هذا العام مع فعاليات محلية كبرى زاد من تعقيد الوضع. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 300 قاصر تمكنوا من دخول المدينة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

تعزيزات أمنية وعمليات تفتيش مشددة

بالتوازي مع ذلك، فعّل الحرس المدني عملية “فيريانتي”، الخاصة بتفتيش الشاحنات والمركبات المرتبطة بمهرجان المدينة، وذلك بعد تسجيل محاولات من قاصرين للاختباء داخلها في محاولة للعبور إلى البر الإسباني عبر ميناء الجزيرة الخضراء.

ومع توقع استمرار موجات “الهجرة القاصرة” خلال الأسابيع المقبلة، تجد سلطات المدينة المحتلة نفسها أمام تحديات إنسانية وأمنية متزايدة، في ظل غياب حلول دائمة تعالج الأسباب الجذرية لهذا التدفق المتكرر.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.