دورة سعيد البهالي: مهرجان التبوريدة بإقليم اشتوكة يحتفي بالتراث الأمازيغي ويُعيد بعث ذاكرة الفروسية والتنمية المجالية

tahqiqe24

في تظاهرة ثقافية تحمل عبق التاريخ وعمق الانتماء، تحتضن جماعة انشادن بإقليم اشتوكة آيت باها، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 24 يوليوز 2025، فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان الجهوي للتبوريدة والتراث الأمازيغي والتنمية المجالية، المنظمة من طرف جمعية بوبكر انشاد للثقافة والفن، والموسومة باسم الفقيد سعيد البهالي، أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي المحلي.

تسعى هذه الدورة، التي تأتي في سياق وطني متزايد الوعي بأهمية التراث اللامادي، إلى إعادة الاعتبار لفن “التبوريدة” باعتباره أحد أبرز رموز الفروسية التقليدية المغربية، المتجذّرة في عمق الثقافة الشعبية، بما تمثله من قيم الشجاعة والكرامة والانتماء الجماعي.

ولا يقف المهرجان عند حدود الفروسية، بل يمتد إلى عمق الهوية الأمازيغية التي تُجسَّد من خلال معروضات الصناعات التقليدية، والأزياء المحلية، والمنتجات الفلاحية، والأنماط الفنية التي تشكّل ملامح الحياة اليومية في مناطق سوس العتيقة.

ومن أبرز محطات المهرجان، تنظيم معرض جهوي للمنتوجات الفلاحية والصناعات التقليدية، يُفتح فيه المجال أمام الجمعيات والتعاونيات النشيطة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لتسويق منتجاتها، وتعزيز قدراتها التنافسية، في انسجام تام مع أهداف العدالة المجالية والتمكين الاقتصادي للنساء والشباب في العالم القروي.

وتؤكد جمعية بوبكر انشاد في بلاغها، أن هذه التظاهرة لا تندرج فقط في إطار الاحتفال بالتراث، بل تُعد منصة تفاعلية للتنمية المجالية، وفرصة لإرساء جسور التلاقي بين الثقافة والاقتصاد، والربط بين الماضي المجيد والحاضر الطموح. وهي كذلك دعوة صريحة لتمكين الفاعلين المحليين من بلورة مشاريع مدرّة للدخل، تحفظ كرامة الإنسان وتكرّس مبدأ التنمية من الجذور.

كما دعت الجمعية جميع التعاونيات والجمعيات الراغبة في المشاركة في المعرض، إلى التواصل معها عبر الرقم 0691909828، في أجل أقصاه 07 يوليوز 2025، مؤكدة أن المشاركة مفتوحة لكافة الفاعلين الجهويين في مختلف المجالات ذات الصلة.

وتمثل هذه الدورة محطة وُفاء لروح الراحل سعيد البهالي، إذ يستحضر المهرجان اسمه تقديرًا لما قدّمه من إسهامات في صيانة الذاكرة الثقافية المحلية، وتجسيدًا لما تُمثّله شخصيته من رمزية في النسيج الجمعوي بالإقليم.

إنه ليس مجرد مهرجان، بل تعبير حي عن مغرب ينظر إلى المستقبل بعين تراثه، ويُؤمن بأن التنمية لا تتحقق إلا إذا كانت منسجمة مع الهوية، ومنبثقة من خصوصية المكان والإنسان.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.