تحقيق24/
الرباط – في خطوة حاسمة لإنعاش القطاع الفلاحي الذي عانى من توالي خمس سنوات من الجفاف الحاد، ترأس رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اجتماعًا هامًا اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024، مع المتدخلين في سلاسل الإنتاج الفلاحية. هذا الاجتماع يأتي في وقت حساس استعدادًا لانطلاق الموسم الفلاحي 2024-2025، ويهدف إلى معالجة تحديات كبرى تواجه القطاع، مثل انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار، في ظل تغيرات مناخية وظروف اقتصادية صعبة على الصعيدين الوطني والعالمي.
وخلال هذا الاجتماع، قدم مهنيو القطاع الفلاحي مقترحاتهم وإجراءاتهم ذات الأولوية لضمان تموين الأسواق الفلاحية بشكل مستدام وخفض أسعار المنتجات الفلاحية، خصوصًا تلك التي تؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين. كما تم التطرق إلى حماية الرصيد الحيواني وإعادة تشكيله بعد تضرره الكبير بسبب الجفاف.
ميزانية هامة لدعم القطاع
في هذا السياق، تم الإعلان عن تخصيص ميزانية توقعية تبلغ 7.3 مليار درهم لتنفيذ الإجراءات اللازمة لدعم سلاسل الإنتاج الحيوانية والنباتية. هذه السلاسل تشمل منتجات أساسية مثل الحليب، اللحوم الحمراء، والدواجن، إلى جانب الزيتون، الحوامض، الخضراوات البواكر، والنباتات السكرية. الهدف من هذه الخطط هو تحقيق توازن في الإنتاج وضمان تموين الأسواق بشكل كاف ومستمر.
مواصلة دعم الفلاحين والمهنيين
السيد عزيز أخنوش أكد خلال الاجتماع أن الحكومة عازمة على مواصلة دعمها لمهنيي القطاع الفلاحي من خلال تدابير صارمة، تهدف إلى تحسين أداء سلاسل الإنتاج وضبط المدخلات الإنتاجية. هذا الدعم يندرج ضمن توجيهات ملكية سامية لتعزيز قدرة القطاع على التكيف مع التقلبات المناخية وضمان استمراريته على المدى الطويل.
الحكومة كانت قد وقعت في مايو 2023 على 19 عقد برنامج من الجيل الجديد لتطوير سلاسل الإنتاج، وذلك في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، وهي خطوة طموحة تشمل استثمارات تتجاوز 110 مليارات درهم، منها 42 مليار درهم مخصصة من صندوق التنمية الفلاحية.
حضور واسع لرجال الدولة ومهنيي القطاع.

هذا الاجتماع الهام عرف حضور شخصيات بارزة على رأسها وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد محمد صديقي، ووزير الميزانية، السيد فوزي لقجع، إلى جانب مسؤولين كبار مثل السيد نور الدين بنسودة، الخازن العام للمملكة. كما شارك ممثلو سلاسل الإنتاج الفلاحي، من ضمنهم السيد عبد العزيز المعناوي، رئيس جمعية اشتوكة للمنتجين الفلاحيين، الذي حضر كممثل للفيدرالية بين المهنية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضر (لا فيفيل)، إلى جانب السيد يوسف فكاك، عضو مكتب جمعية اشتوكة.
يبدو أن الحكومة تستعد بجدية للموسم الفلاحي المقبل، وذلك عبر اعتماد خطة شاملة تتضمن إجراءات آنية وأخرى استراتيجية لضمان استقرار القطاع في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.