يونس سركوح،
في خطوة رمزية تعكس عمق العلاقات الناشئة بين مدينة غرونوبل الفرنسية ومدينة تيزنيت المغربية، احتضنت العاصمة الإقليمية لجبال الألب اليوم الخميس 15 ماي الجاري حفل تدشين “ساحة تيزنيت” بحي سان برونو، وذلك بحضور رسمي لوفد من مدينة تيزنيت ترأسه السيد عبد الله غازي، رئيس مجلس جماعة تيزنيت، إلى جانب مسؤولين ومنتخبين عن مدينة غرونوبل، وذلك ضمن فعاليات بينالي المدن في مرحلة الانتقال.
وجرى حفل الافتتاح في تقاطع شارعي نيكولا شوغييه وميجيسري، حيث تمت تهيئة الساحة وتزيينها بغرس 12 شجرة ومساحات خضراء بلغت 400 متر مربع، في إطار مشروع بيئي ممول جزئيًا من ميزانية تشاركية خصصت سنة 2021 تحت عنوان “ساحات في ظل الأشجار”، بلغت كلفته الإجمالية 100 ألف يورو، ساهمت فيها مدينة غرونوبل بمبلغ 22 ألف يورو، فيما تكفلت مجموعة “غرونوبل – ألب – ميتروبول” بباقي المبلغ.
ويأتي إطلاق اسم مدينة تيزنيت على هذه الساحة في سياق تعزيز أواصر التعاون اللامركزي بين المدينتين، عقب توقيع إعلان نوايا في يناير الماضي بمدينة تيزنيت، توج اليوم بالتوقيع الرسمي على اتفاقية إطار تحدد مجالات التعاون خلال الفترة 2025-2028.
وتشمل الاتفاقية عددًا من المحاور الأساسية، أبرزها: تثمين التراث الثقافي والسياحي، دعم الطفولة المبكرة، تشجيع الرياضة والشباب، ولاسيما الرياضة النسائية، تعزيز التربية على المواطنة والتضامن الدولي، الانتقال البيئي، التحول الرقمي، وتطوير آليات الديمقراطية التشاركية. كما تسعى الاتفاقية إلى إرساء جسور التواصل بين نسيج المجتمع المدني في المدينتين، بما يضمن انخراطًا فاعلًا للمواطنين في المبادرات المشتركة.
وقد أعرب نائب عمدة غرونوبل المكلف بالتعاون الدولي، إيمانويل كارو، عن سعادته بانطلاق هذه الشراكة، مؤكدًا أن “التعاون مع مدينة تيزنيت يرتكز على قيم إنسانية وبيئية ومواطِنية مشتركة، ويتيح آفاقًا واعدة لمبادرات جديدة تجمع بين الشباب والمجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة”.
وشهد هذا التعاون أولى تجلياته الفعلية بتنظيم زيارة شبابية إلى مدينة تيزنيت خلال الأسبوع الماضي، في إطار برنامج “إميرجانس” الذي تشرف عليه مدينة غرونوبل، حيث أجرى الشباب المشاركون من المدينتين نقاشات معمقة حول رؤى التحول الاجتماعي والبيئي في أفق عام 2040، سيتم عرض خلاصاتها ضمن برنامج البينالي.
جدير بالذكر أن مدينة تيزنيت، الواقعة جنوب المغرب ضمن جهة سوس ماسة، تُعرف بإرثها الثقافي الأمازيغي العريق، وتتميز بموقعها الجغرافي الجبلي وتراثها التاريخي الغني. كما تمتاز بوجود نسيج جمعوي نشيط ومجلس جماعي منفتح على مبادرات التعاون الدولي.
وقد شكل تدشين “ساحة تيزنيت” بغرونوبل لحظة احتفالية تؤسس لبداية علاقة شراكة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون من أجل تحقيق تنمية حضرية وإنسانية مستدامة.