سباحو الإنقاذ بشواطئ أكادير.. مهمات شاقة بأجور هزيلة وظروف مُهملة

ياسين لتبات

مع حلول كل صيف، تتجه أنظار المصطافين نحو الشواطئ الممتدة من مدينة أكادير إلى إمسوان، حيث يتولى سباحو الإنقاذ مهمة نبيلة: حماية الأرواح. إلا أن هذه المهمة تتم، للأسف، في ظروف توصف بالقاسية، ووسط لامبالاة رسمية بأوضاعهم الاجتماعية والمهنية.

في شريط ساحلي يزيد طوله عن 100 كيلومتر، يعمل أقل من 200 منقذ، يتوزعون بين شواطئ معروفة بكثافتها العالية مثل أنزا، أورير، تغازوت، أفتاس، وإمي ودار، حيث يشتغل المنقذون يوميًا ما بين 10 و13 ساعة، تحت لهيب الشمس وتحت تهديد مستمر من التيارات القوية دون تغطية حقيقية لاحتياجاتهم الأساسية.

أجور لا تليق بالمخاطر

رغم جسامة المسؤولية، لا تتجاوز أجرة السباح المنقذ 2500 درهم شهريًا. أجر زهيد لا يعكس حجم العمل البدني والنفسي الذي يبذله هؤلاء الشباب، والذين يجدون أنفسهم في الصفوف الأمامية لإنقاذ الأرواح دون مقابل منصف أو تحفيز معنوي.

وسائل منعدمة ومعدات ناقصة

أغلب المنقذين يضطرون لقطع مسافات طويلة تصل إلى 20 كيلومترًا يوميًا للوصول إلى أماكن عملهم بسبب غياب وسائل النقل. كما يُحرمون من الوجبات الغذائية، رغم الحاجة الكبيرة للطاقة والتركيز.

وفي الميدان، تفتقر مواقع الإنقاذ إلى الحد الأدنى من التجهيزات: أبراج المراقبة منعدمة في نقاط خطيرة، الرايات التحذيرية نادرة، أجهزة الاتصال شبه غائبة، وحتى سلالم الإنقاذ لا تتوفر في عدة شواطئ. أما الإسعافات الأولية، فلا أثر لنقط طبية مجهزة، خصوصًا بالشواطئ البعيدة، ما يضع حياة المصطافين والمنقذين على السواء في خطر مضاعف.

ضغط بشري وتحديات أمنية

قلة عدد المنقذين يشكل ضغطًا كبيرًا، ويؤثر سلبًا على جودة وسرعة التدخلات. ففي عز ذروة الموسم، يصبح من الصعب تغطية كافة النقاط الحساسة، ما يضاعف من حوادث الغرق التي كان يمكن تفاديها بتأطير مناسب وعدد كافٍ من المنقذين.

دعوات ملحّة للإصلاح

يتفق المعنيون والمتتبعون للشأن المحلي على ضرورة إعادة النظر بشكل عاجل في وضعية سباحي الإنقاذ، من خلال:

  • تحسين الأجور بما يليق بطبيعة العمل.

  • توفير وسائل النقل والوجبات الأساسية.

  • تعزيز عدد المنقذين والمراقبين.

  • تجهيز الشواطئ بمراكز إسعاف ومعدات تدخل عاجل.

لأن حماية أرواح المصطافين لا يمكن أن تستمر كرهينة لظروف هشة أو لمجهودات فردية معزولة، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تظافر جهود الجماعات الترابية، السلطات المحلية، والمجتمع المدني، لضمان موسم صيفي آمن يليق بمكانة الشواطئ المغربية.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.