احتضن قصر المؤتمرات أبي رقراق بمدينة سلا، يوم السبت 31 ماي الجاري، أشغال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وهي مناسبة تنظيمية وحزبية كبرى، شكلت أيضاً لحظة سياسية فارقة لرئيس جماعة وادي الصفاء بإقليم اشتوكة أيت باها، امحند بوخالي، الذي اختار أن يحوّل مشاركته في هذه الدورة من مجرد حضور تنظيمي إلى فعل ترافعي وطني مسؤول.
امحند بوخالي، الذي يحمل على عاتقه هموم ساكنة جماعته، حرص على استثمار موقعه داخل المجلس الوطني للحزب ليجسد نموذج الفاعل المحلي المنفتح على الديناميات الوطنية، حيث أجرى لقاءات مؤسساتية بنّاءة مع عدد من أعضاء الحكومة، في مقدمتهم وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري.
في لقائه مع الوزير بنسعيد، شدد بوخالي على الأهمية البالغة لإحداث مراكز ثقافية للقرب لفائدة شباب الدواوير التابعة لجماعة وادي الصفاء، مبرزًا أن هذه المشاريع لا تندرج في إطار الترف الثقافي، وإنما تُعد استثمارًا جوهريًا في الرأسمال البشري، وتدخل في صلب السياسات العمومية الهادفة إلى دمج الشباب وتمكينهم، وتحصينهم من الآفات الاجتماعية. وقد لقي هذا التصور تجاوبًا مبدئيًا إيجابيًا من طرف الوزير، ما يؤشر على استعداد حكومي لدراسة الملف ضمن رؤية تنموية شاملة.
ومن جهة أخرى، لم يُغفل بوخالي في حديثه مع السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري القضايا ذات الصلة بالتعمير والتهيئة المجالية، حيث نقل انشغالات الساكنة بشأن الحاجة إلى رؤية متجددة لتهيئة الجماعة بما يستجيب للتحولات العمرانية والديمغرافية، ويُراعي خصوصياتها المجالية. وقد أبدت الوزيرة تفاعلاً واضحًا مع الطرح، مع التأكيد على انفتاح الوزارة على مبادرات الجماعات التي تشتغل بمنطق التخطيط التشاركي والمقاربة الترابية.
ما يميز تحركات امحند بوخالي، داخل الفضاءات الوطنية، هو اعتماده خطاباً هادئاً، عقلانياً، ومبنيًا على المعطيات والاقتراحات، ما يمنحه مصداقية ترافعية ويعكس تمثّلاً ناضجًا لوظيفة المنتخب المحلي، الذي لا يقتصر دوره على تدبير الشأن اليومي، بل يتجاوز ذلك إلى تموقع استراتيجي في قلب السياسات العمومية.
إن تجربة بوخالي تؤكد أن الرهان على الكفاءات المحلية ذات الرؤية والالتزام قادر على إعادة صياغة العلاقة بين المركز والهامش، وبين الدولة والمجال القروي، من خلال قنوات مؤسساتية واضحة، وترافع يحترم منطق الدولة ويعلي من شأن الفعل السياسي المسؤول.