تستعد شركة النقل الإسبانية “ألزا” لمغادرة مدينتين مغربيتين من المدن التي تدير فيها خدمات النقل الحضري وشبه الحضري، بينما يبقى استمرارها في مدينة ثالثة رهين بنتائج المفاوضات الجارية.
و كشف المدير العام للشركة، ألبرتو بيريز، خلال اجتماع داخلي مع مسؤولي “ألزا المغرب” أن الشركة لم تعد قادرة على الاستمرار في تدبير خدمات النقل داخل مدينتين كبيرتين، مشيرًا إلى أن أولوياتها ستنحصر في الحفاظ على استقرار شبكاتها بالعاصمة الرباط ومدينة الدار البيضاء.
تتزامن هذه المستجدات مع تأكيد انسحاب الشركة من مدينة أكادير، بعد وصول مجموعة “أوتاسا” الإسبانية و“سوبراتور” المغربية إلى المرحلة النهائية لطلبات العروض.
وفي مراكش، تدخل “ألزا” منافسة مباشرة مع شركة نقل مغربية، بينما يظل مستقبلها في طنجة غامضًا مع اقتراب نهاية العقد نهاية العام الجاري.
تمثل هذه المدن الثلاثة جزءًا من التجربة الأولى لـ “ألزا” بالمغرب، حيث بدأت من مراكش سنة 1999، ثم توسعت تدريجيًا إلى خط شبه حضري نحو شيشاوة سنة 2004، فالنقل الحضري بأكادير عام 2010، وطنجة في 2013، وخريبكة في عام 2015، لتبلغ أكبر محطاتها في الدار البيضاء والرباط خلال سنتين 2018 و2019.
ورغم السمعة الأوروبية والبدايات الإيجابية، تواجه الشركة سلسلة تحديات تشغيلية وإدارية أثرت على جودة خدماتها، وأثقلت تكاليفها المرتبطة بالعملة الصعبة على الجماعات المحلية والاقتصاد الوطني.
وفي توضيح عبر بلاغ رسمي من الشركة المعنية، فإن هذه التطورات تضع “ألزا” أمام لحظة حاسمة لاختبار قدرتها على مراجعة نموذجها الاستثماري وضمان استمرارية خدماتها في المدن الكبرى، أو الانسحاب التدريجي مع الحفاظ على التوازن المالي والمهني.