قدّم المخرج والكاتب الشاب كريم تاجواوت فيلمه القصير “طيور زاحفة” ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في عمل سينمائي رمزي يستكشف ثنائية الحرية والخوف من التغيير، ويدعو إلى الانعتاق من القيود الفكرية والاجتماعية.
يمتد الفيلم على مدى 12 دقيقة، وتدور أحداثه في مغارة تعيش فيها مجموعة من الكائنات الشبيهة بالبشر، تملك أجنحة لكنها مقيدة بمعتقدات قديمة تحرمها من التحليق. ومع تصاعد الأحداث، يكتشف أحد الأفراد جمال العالم الخارجي وسحر الحرية، ليعود إلى قومه داعياً إياهم إلى كسر قيودهم ومغادرة كهفهم، في رسالة فلسفية تدعو إلى التحرر العقلي والجرأة في التفكير.
وأوضح كريم تاجواوت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فيلمه يعالج فكرة استعمال العقل كقوة للتغيير، والتحرر من قوالب التنميط، مستلهماً من الفكر الفلسفي والإنساني مفاهيم تتصل بالجرأة على المعرفة ومواجهة الخوف الداخلي. وأضاف أن العمل يخاطب فئة الشباب بأسلوب رمزي يحفز على تجاوز “الطمأنينة الزائفة” والبحث عن معنى أعمق للحياة.
ويتناول “طيور زاحفة” من خلال حوارات مكثفة أجواء الانغلاق الذهني، ويطرح تساؤلات وجودية حول العلاقة بين الطمأنينة والخضوع، والحرية والمجازفة، في إسقاط فلسفي يعكس صراع الإنسان مع ذاته.
إلى جانب هذا الفيلم، تتنافس في فئة الأفلام القصيرة أعمال أخرى لمخرجين مغاربة، من بينها “عايشة” لسناء العلاوي، “بوجلود” لغيثة بوصفيحة، “شيخة” لأيوب اليوسفي وزهوة الراجي، “نشاز” لرشيد زاكي، “مرآة للبيع” لهشام أمال، و“المينة” لرندا معروفي، وغيرها من الأعمال التي تعكس ثراء المشهد السينمائي المغربي.
وتستمر الدورة الخامسة والعشرون للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة إلى غاية 25 أكتوبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف إبراز تطور الصناعة السينمائية الوطنية وتكريم المبدعين المغاربة.