جرسيف – شهدت أشغال الدورة العادية لشهر فبراير لمجلس جماعة جرسيف، المنعقدة صباح اليوم الإثنين، نقاشًا حادًا حول الوضع الصحي المتردي بالمدينة، وذلك عقب إعلان المندوب الإقليمي للصحة عن غياب طبيب متخصص في التوليد بالمستشفى الإقليمي.
هذا التصريح شكل صدمة للحاضرين، وأثار موجة من الاستياء العارم في أوساط أعضاء المجلس وسكان المدينة، خاصة في ظل افتقار المستشفى لخدمات طبية أساسية تهم صحة النساء الحوامل. وأعرب المواطنون عن قلقهم العميق إزاء هذا الوضع، متسائلين عن مدى التزام وزارة الصحة بضمان الحق في العلاج والرعاية الطبية لساكنة جرسيف، في ظل تزايد الحاجة إلى خدمات التوليد في المنطقة.
وفي سياق متصل، لا يزال مشروع المستشفى الإقليمي الجديد حبيس الوعود، رغم تخصيص المجلس الإقليمي لجرسيف مساحة خمس هكتارات من الأرض المحفظة لإنشائه. غير أن هذا المشروع لم يعرف أي تقدم ملموس، مما يفاقم الأزمة الصحية في الإقليم ويزيد من معاناة الساكنة.
من جهة أخرى، لم تخل الدورة العادية من توجيه انتقادات حادة للمندوب الجهوي للصحة بوجدة، الذي تخلف عن حضور الاجتماع رغم الدعوة الرسمية الموجهة إليه. واعتبر أعضاء المجلس هذا الغياب مؤشراً على عدم جدية المسؤولين في التعامل مع الإشكالات الصحية التي تواجهها المدينة.
وأمام هذا الوضع، دعا المجلس الجماعي إلى رفع مراسلة احتجاجية إلى وزارة الصحة، للتعبير عن القلق الشديد إزاء التحديات الصحية التي يواجهها الإقليم، والتي أضحت تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المواطنين. ويطالب المجلس والساكنة، على حد سواء، بتدخل عاجل من الجهات الوصية، لتوفير الموارد الطبية اللازمة، وتسريع إنجاز المستشفى الجديد، بما يضمن حق الساكنة في خدمات صحية لائقة.