محمد مسير ابغور
اصبح من العرف السياسي الدولي بعد كل القرارات التي تتخدها الدول العضمى المتعلقة بالتبادل التجاري والرسوم الجمركية والعلاقات الاقتصادية بشكل عام دائما تواجه بتاجيج الشعوب العربية وتحويل الحرب من حروب اقتصادية الى حروب دينية كالقرار الذي اقره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بفتوى الجهاد في غزة .وذالك بعد الغياب الطويل عن دوره الرئيسي في معارك اخرى بالعراق واليمن وسوريا ومجموعة من بؤر التوتر التي اتخدت صراعات عقيدية في الواجهة واقتصادية استراتيجية في الواقع السياسي كما يحدث الان من خلال الحروب المشتعلة بالشرق الاوسط والتوجس من تبعياتها والخوف من توسعها اكثر والتي تتمحور حول الطاقة بشكل اكبر بالاضافة الى الحرب الروسية الاوكرانية والتغيرات العالمية المتسارعة التي انتجها التطاحن الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة الامريكية .
.
من خلال قرارات ترامب اليوم بشأن رفع التعريفة الجمركية على صادرات 180 دولة إلى الولايات المتحدة الأميركية عليك ان تعلم ان العنصر المؤثر على أى دولة هو ميزانها التجارى مع الولايات المتحدة ، بمعنى أن إجمالى الواردات الأمريكية من أى دولة مقارنة مع صادرات الولايات الأمريكية لهذه الدولة هو العنصر المؤثر فى مدى تأثير قرارات فرض الرسوم الجمركية على هذه الدولة.
فمثلاً حجم الميزان التجارى بين ليبيا وأمريكا حوالى 2 مليار دولار تقريباً ، ليبيا تستورد ما قيمته 500 مليون دولار تقريباً وتصدر ما قيمته 1.5 مليار دولار تقريباً من بينها (النفط الخام) فى حين دولة مثل الصين تصدر ما قيمته 600 مليار دولار للولايات المتحدة وتستورد منها ما قيمته 165 مليار دولار.
وحجم الميزان التجارى بين الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ، واردات الولايات المتحدة من الإتحاد الأوروبى حوالى 606 مليار دولار فى حين صادرات الولايات المتحدة للإتحاد الأوروبى حوالى 370 مليار دولار
.
العجز الرهيب فى الميزان التجارى بين أمريكا والصين والإتحاد الأوروبى هو السبب الرئيسى فى القرارات التى إتخذها ترامب متوقعاً أن يخفض ذلك من العجز التجارى بنسبة الجمارك المفروضة على الواردات وهو لايعلم أن المواطن الأمريكى هو اول من سيتحمل تلك النسبة فى نهاية المطاف لأن الدول المصدرة للولايات المتحدة ستراعى عند تسعير صادرتها
النظام العالمي الحر والذي تتكفله امريكا والتي يتبنى شعارا راسخا لدى الليبرالية العالمية المتحكمة بمنطق رابح رابح والذي جعل الراسمالي الحرة والاشتراكية العالمية غير قادرة على المواكبة بالاديلوجية العالمية عبر استعمال الدين كمبررات اساسية للتعامل من السوق الدولي مما يؤكذ ان هناك من القوى العالمية من تعمل جر العالم الى حرب عالمية ثالثة وتقسيم الدول الى تحالفات اقليمية ودولية .هذه الحرب الذي بداها ترامب منذ الولاية السابقة باستفزازه لدول الخليج واستدراج السعودية الاستفراد باهانتها على حساب الدول الاخرى والقرار الاخير المتعلق بالرسوم الجمركية واعتماده معايير تضيق الاقتصاد العالمي على حساب مصلحة امريكا والذي اخدت منحى المصلحة الخاصة على العامة مما ينذر بازمة عالمية ستخيم على دول التحالف في اوربا والشرق الاوسط وحتى افريقيا ..