مدير النشر : يونس سركوح
شهدت جماعة “إداوكنظيف”، مساء أمس السبت، اختتام فعاليات مهرجان “إكودار”، وسط حضور وازن لوفد رسمي وسياسي هام، يعكس الأهمية المتنامية لهذا الحدث الثقافي الذي أضحى موعدا سنويا لترسيخ الذاكرة التراثية المحلية وتعزيز الانتماء المجتمعي.
وقد ترأس الوفد الرسمي السيد الكاتب العام لعمالة إقليم اشتوكة أيت باها، مرفوقا بعدد من الشخصيات الإدارية والعسكرية، إلى جانب حضور لافت للنائب البرلماني عن الإقليم، السيد الحسين أزكاغ، ورئيس جماعة بلفاع عن حزب الاستقلال، بالإضافة إلى مجموعة من رؤساء الجماعات الترابية المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة، وكذا رئيس جماعة أيت باها المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.
هذا الحضور السياسي المتعدد المشارب عكس حجم التفاعل المؤسساتي مع المهرجان، كما أضفى على لحظة اختتام فعالياته رمزية خاصة، تؤشر على اهتمام الفاعلين المحليين بالإرث الثقافي للمنطقة، وتوظيفهم لمثل هذه التظاهرات كجسر تواصلي بين المسؤولين والمواطنين.
في المقابل، رصدت فعاليات مدنية ومتتبعون للشأن المحلي غياب بعض الأسماء البارزة في الخارطة التمثيلية للإقليم، من بينهم رئيسي جماعتين ترابيتين بالدائرة الجبلية ينتميان لحزب الأصالة والمعاصرة، إضافة إلى غياب رئيس المجلس الإقليمي، الذي يفترض، وفق مراقبين، أن يكون ضمن الوفد الرسمي المرافق للسيد الكاتب العام بحكم مهامه وصلاحياته التمثيلية.
وقد أثار هذا الغياب تساؤلات لدى عدد من المتابعين، الذين رأوا في مشهد الاختتام مؤشرات رمزية على تحولات محتملة في موازين القوى المحلية، خاصة في ظل قرب الاستحقاقات المقبلة، والتبدلات التي تعرفها الخريطة السياسية على مستوى الجماعات الترابية.
من جهة أخرى، اعتبر بعض النشطاء أن مهرجان “إكودار” لم يكن فقط محطة للاحتفاء بالتراث المحلي، بل شكل أيضا لحظة لرصد مواقف ومواقع الفرقاء السياسيين، وسط توقعات بأن تشهد الساحة الإقليمية تحولات نوعية في تموقع الفاعلين.
يذكر أن مهرجان “إكودار” بإداوكنظيف يعد من أبرز التظاهرات الثقافية والتراثية التي تخلد تقاليد ضاربة في عمق التاريخ، وتمثل امتدادا لذاكرة جماعية تزخر بها منطقة سوس، مما يمنح المهرجان طابعا حضاريا يزاوج بين الرمزية الثقافية والبعد التنموي.