فؤاد الشافعي،
وقائع هذه الدورة من خلال جلستيها ، توحي ان التنظيمات السياسية والهيئات النقابية المحلية تعيش وضعية تشردم سياسية بين جميع مكوناتها ، فالتشردم لغة “التفرقة بشكل فوضوي ، تشردمت الأمة اصبحت ضعيفة مستباحة ” اما اصطلاحا فيعني غياب التواصل والثقة والوفاق وطغيان التصرف العشوائي ، ولعل هذا بالظبط ما نلاحظه ولاحظناه من خلال مجموعة من السلوكات والمواقف ، سواء داخل البنيات الحزبية اوالهيئات النقابية لينعكس مباشرة على مستوى الهيئات التمثيلية الديمقراطية المدبرة للشأن المحلي .
ان من بين مظاهر التشردم إن صح التعبير ، غياب لحمة توافق الأغلبية لما اصبحت عليه حاليا لدواع لن نغوص في حيتياتها بل سنكتفي بغياب التواصل والمشاركة في التدبير، الناتج أساسا عن غياب قيادات او كتاب محليين قادرين على جمع هذه اللحمة والائتلاف والتداول فيها كشأن حزبي وجب حلها داخل ردهات المنظومة وليس خارجها ، ونحن هنا لا نلوم احدا ، بل نحترم الاراء والسلوكات والمواقف لاننا نعتبرها طبيعية ومنطقية ولها ما يبررها من حجج ودلائل عند اصحابها . فرغم وجود مظاهر القيادة لبعض الشخصيات في مجموعة من الملتقيات والمناسبات باختلاف درجاتها ،الا انها تبقى محتشمة على مستوى الواقع ، لانها باتت من خلال مجموعة من المحطات انها غير قادرة على التأثير وجمع الشمل و قس على ذلك جميع المنظومات السياسية الأخرى . اما نمدجته على مستوى النقابات وكتاباتها نستشفه من كتابات النقابات الثلاث الخاصة بعمال النظافة من خلال البلاغين الاخيرين شكلا ومضمونا .
فعلى المستوى الاول لا حظ جميع المتابعين للشان المحلي انها بلاغات بسيطة وعادية تفتقر في صياغتها الى تلك الرنة او الصفير النقابي بمصطلحاتها واسلوبها النضالي التاريخي ،التي عودتنا عليه في مجمل بلاغاتها، وقد ادت دورها التواصلي الاعلامي بنجاح ، على مستوى المضمون فهو ظاهر للعيان من خلال القرارين الاول والتاني في بيان الائتلاف ، الذي اربك حسابات الأحزاب السياسية ، هذا الائتلاف الغير المستساغ للكتابات الثلاث والتي املته ظروف صفقات النظافة المتعثرة ، ونحن هنا نشد على أيديهم بهذا الانجاز الاستثنائي ،الذي اربك بطبيعة الحال في نفس الوقت التنظيمات السياسية اعضائها المزاولين مهامهم ليس داخل الجماعة ، فقط ولكن أثناء الجلستين الأولى والثانية، باختلاف ادوارهم التمثيلية معارضة او أغلبية ،حيت غياب أي تشاور او تخطيط ممنهج مسبق ، استثناء ناتج أساسا عن اختلاف التوجهات ،المواقف والادوار ،والذي بدى واضحا خصوصا في الجلسة التانية ،وهذا أمر طبيعي أملته “الضروريات التي تبيح المحظورات “.
ان هذه الزئبقية في المواقف سواء على مستوى النقابات وكتاباتها او المزاولين مهامهم من الأحزاب الثلات افرزته بطبيعة الحال ، بعض نقط جدول الاعمال التي كانت بردا و سلاما على بعض المرافق وضيقا وشدة على البعض الآخر .