من واشنطن مخضار محمد
في ظل ما يعيشه نادي الوداد الرياضي من تراجع مؤسف على كافة الأصعدة، ومع كل خيبة جديدة، تتزايد علامات الاستفهام حول التسيير الحالي للنادي العريق، الذي لطالما شكّل جزءًا من ذاكرة الوطن الرياضية وهويته الكروية.
منذ أن تولّى السيد هشام أيت منا رئاسة النادي، بدا وكأننا أمام واقع مختلف تمامًا عمّا وعد به سابقًا. فالرجل الذي كان يُقدّم نفسه كواحد من عشّاق النادي، أثبتت الأيام أن العلاقة كانت أقرب إلى الطموح الشخصي منها إلى المسؤولية التاريخية. إذ كان من المتوقع أن يُفرغ نفسه كليًا لمؤسسة بحجم الوداد، لكن ما حدث هو العكس تمامًا.
قرارات عشوائية، انتدابات غير مدروسة، مدربون يأتون ويرحلون قبل أن تطأ أقدامهم أرضية الملعب، تواصل شبه معدوم، وانفراد بالقرارات وكأن النادي ملكية خاصة.
كيف يُعقل أن نرى التراجع بهذا الشكل، دون أن نلمس أي مراجعة أو اعتراف بالخطأ؟ كيف يُسمح بأن يُقصى جمهور الوداد أو يُهمّش رأيه، وهو من شكّل دائمًا السند والركيزة؟
لا أحد ينكر أن الرئيس ساهم ماليًا في فترات حرجة، لكن دعم النادي بالمال لا يعني امتلاكه. مؤسسة الوداد الرياضي يجب أن تُدار بعقل جماعي، يُشرك الكفاءات، ويحتكم للمنطق والاحتراف، لا إلى المزاجية والقرارات الارتجالية.
نادي الوداد الرياضي لا يُدار بمبدأ التجربة والخطأ. الوداد ليست مساحة للمجاملات، ولا ساحة لتحقيق مصالح أو بسط نفوذ.
بلادنا، وجمهورنا، وتاريخنا، لا يحتملون مزيدًا من العبث.
المطلوب اليوم واضح:
: إما التغيير الجذري،
: أو الرحيل الطوعي احترامًا لما تبقّى من هيبة هذا الكيان.
لا أحد أكبر من الوداد
الوداد مسؤولية… وليست محطة عبور