محمد السوعلي عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يرد على نجمي .

الزهرة زكي

محمد مسير ابغور

بعبارة الشاعر والمثقف السي نجمي اتقي الله في الاتحاد

هكذا خاطبه السوعلي في صفحته انه في خضم مرحلة دقيقة من تاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يخرج علينا أحد الوجوه البارزة في التنظيم، الشاعر والمثقف الأستاذ السي نجمي، بتصريحات تلفزيونية صادمة، يصف فيها الحزب الذي ينتمي إلى ذاكرته النضالية بـ”الجثمان الذي لم يُدفن بعد”، مدّعيًا أن “تسعين في المائة من المناضلين الحقيقيين قد غادروه”.

والسؤال البديهي الذي يُطرح هنا، دون الحاجة إلى تحليل مطول: إذا كان هذا الرقم صحيحًا، فلماذا لم تتقدّم لقيادتهم؟ ولماذا لم تبادر إلى بناء البديل، بدل الوقوف في موقع الراثي والمنظّر من بعيد؟

إن من يختار أن يتحدث عن “الانهيار” دون أن يُسهم في الإصلاح، لا يُمارس النقد، بل يُروّج للتيئيس، ويُغذي خطاب الخراب. وهو أمر مؤسف حين يصدر عن مثقف نحترمه، لا سيما حين يُحيد عن مسؤوليته الأخلاقية تجاه الحزب الذي حمله يومًا، وأوصله إلى ما هو عليه من رمزية أدبية ونضالية.

الحزب لا يمر من أزمة… بل من ورش تجديد

على عكس ما تم الترويج له، الاتحاد الاشتراكي لا يعيش أزمة سياسية ولا تنظيمية.
الحزب يشتغل بشكل ميداني في مختلف الجهات والأقاليم، المؤتمرات تُعقد، اللجان الموضوعاتية تعمل، والأدوات التنظيمية مفعّلة بكل جدية لتحضير المؤتمر الوطني الثاني عشر، الذي سيكون محطة فكرية وتنظيمية لإعادة بعث المشروع الاتحادي برؤية مستقبلية.

بالدليل والصور، ها هم “التسعون في المائة” الذين ادّعى السي نجمي أنهم انسحبوا، ما زالوا في الميدان، يُجددون الهياكل، يُؤطرون الندوات، يُعدّون الأوراق، وينخرطون بروح نضالية عالية في بناء الغد الاتحادي.

فأين موقعك من هؤلاء يا سي نجمي؟ وأين مبادرتك التي طال انتظارها؟
أليس الأجدر بمن يرى نفسه حارسًا للهوية الفكرية للحزب، أن يكون في الصفوف الأمامية، لا في المقاعد الخلفية للتشكيك والانتظار؟

وماذا عن اتحاد كتاب المغرب؟

والأدهى من كل ذلك، أن السي نجمي، المثقف والشاعر والعضو السابق في هيئات اعتبارية ثقافية، لم يُحرّك ساكنًا تجاه ما يشهده اتحاد كتاب المغرب من جمود وهيمنة وانهيار تام للشرعية الأدبية والمؤسساتية.
الاتحاد الثقافي، الذي كان فضاءً للفكر التقدمي، تحول إلى مؤسسة مهجورة، بلا صوت ولا أثر…
أليس من واجبك، كمثقف اتحادي، أن تبادر إلى إحيائه، بدل الاكتفاء بالرثاء؟

في الختام…

نُذكّر السي نجمي بما يعرفه جيدًا: الاتحاد ليس ملكًا لأحد، لا لقيادته الحالية، ولا لمن غادره في لحظة خذلان.
هو ملك الأجيال، للتاريخ، لذاكرة المقاومة والحداثة، للذين صمدوا حينما هرب غيرهم، للذين فضلوا النقد من الداخل لا من شرفات الإعلام.

إن الاتحاديين اليوم لا يطلبون من السي نجمي أكثر من شيء واحد:
أن يتقي الله في حزب حمله، وفي مناضلين صنعوا التاريخ وسيصنعون المستقبل… رغم الضجيج.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.