محمد مسير أبغور
تعيش مدينة الناظور وضواحيها على وقع زلزال أمني غير مسبوق، بعد تنفيذ عناصر الكوماندوز التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية سلسلة من المداهمات الدقيقة التي أسفرت عن توقيف حوالي 35 شخصًا يشتبه في ارتباطهم بشبكة دولية للتهريب والجريمة المنظمة.
هذه العملية جاءت مباشرة بعد العرس “الأسطوري” الذي أقيم بقاعة “معيوة” بسلوان، حيث تحوّل حفل زفاف صاخب، أغرقته الأموال المتطايرة وأحياه فنانون بارزون، إلى شرارة فجّرت أكبر إنزال أمني تشهده المنطقة منذ سنوات.
المشهد الذي أثار ضجة إعلامية لم يكن مجرد احتفال عادي، بل استعراض فجّ للمال والقوة، حيث أغرق موسى وشركاؤه القاعة بأوراق مالية وأجور خيالية لفنانين في منطقة تعاني الفقر والبطالة.
وأكدت مصادر مطلعة أن المدعو موسى ليس مجرد عريس، بل اسم بارز في عالم التهريب الدولي وموضوع أكثر من مائة مذكرة بحث تتعلق بالقتل وتهريب المخدرات الصلبة وتنظيم الهجرة السرية. ومع أولى إشارات التدخل الأمني، فرّ رفقة عروسه نحو الضفة الإسبانية، تاركًا العرس تحت مجهر التحقيقات.
أما الموقوفون البالغ عددهم 35 شخصًا، فقد جرى اقتيادهم إلى مراكز التحقيق، حيث يواجهون شبهات ثقيلة تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، وغسل الأموال، وتسهيل الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى جرائم قتل مرتبطة بتصفية حسابات مافياوية. كما طالت التحقيقات أصحاب فنادق وبعض الفنانين الذين استُدعوا للاستماع إليهم بشأن الجهة التي تكفلت بمصاريفهم الباذخة، وكذلك صاحب قاعة الأفراح، مما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كان حضور الأسماء الفنية مجرد مشاركة مأجورة أم واجهة لتلميع صورة شبكات مشبوهة.
الحملة الأمنية تحولت إلى عملية تطهير واسعة شملت إقليم الناظور، حيث تواصلت عمليات التمشيط والرصد في محاولة لفك خيوط شبكة معقدة تربط بين التهريب والاتجار بالبشر وتبييض الأموال. اجتماعات ماراثونية عُقدت بعيدًا عن الأضواء لتنسيق الضربات المقبلة، فيما لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي من التعليقات الساخرة والغاضبة بين من رأى في الحدث عرسًا أسطوريًا، ومن اعتبره فضيحة تكشف تغوّل المافيا في المنطقة.