في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش، أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله:
“غير أنه مع الأسف، ما تزال هناك بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة، بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية. وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية، وتحقيق العدالة المجالية. فلا مكان اليوم ولا غدا، لمغرب يسير بسرعتين.”
ويجد هذا المقتطف الملكي تجسيدا واضحا في جماعة بلفاع بإقليم اشتوكة أيت باها، التي تشهد بالفعل مفارقات بارزة في مجال البنيات الرياضية. فمن جهة، أطلق المجلس الجماعي برئاسة البرلماني الحسين أزوكاغ مبادرات نوعية تمثلت في افتتاح 04 ملاعب للقرب بمركز بلفاع، مع برمجة ملاعب أخرى بدوار أيت سعيد وأيت بوهروة وتاقصبيت، وهي خطوات تنموية مهمة تساهم في توفير فضاءات مؤهلة للشباب وتدعم التنشيط السوسيو-رياضي داخل مجال الجماعة.
غير أن هذه المشاريع، على أهميتها، تبقى متمركزة في نطاق محدود جغرافيا، مما يثير تساؤلات حول العدالة المجالية في توزيع البنيات التحتية الرياضية. إذ تشير معطيات استقتها جريدة تحقيقـ24 إلى أن دواوير الحرش، إمجاض وعگربان وتوفارس ودوار سطايح وأشغرغيد وغيرها من الدواوير … لا تزال محرومة من ملاعب القرب، في وقت يضطر فيه الأطفال والشباب إلى ممارسة الرياضة بمحاذاة الطرقات، معرضين أنفسهم لمخاطر حوادث السير.
ويحذر متتبعون للشأن المحلي من أن غياب هذه المرافق في الهوامش يفتح الباب أمام تحديات اجتماعية خطيرة، أبرزها الانقطاع المبكر عن الدراسة، والانخراط في سلوكات غير سوية، من بينها الإدمان على المخدرات. وهو ما يجعل هذه الفوارق المجالية في الاستفادة من ملاعب القرب تجسيدا عمليا لما وصفه الخطاب الملكي بـ”مغرب يسير بسرعتين”.
إن الإنجازات الرياضية التي حققها المجلس الجماعي في مركز بلفاع خطوة جديرة بالتقدير، غير أن نجاحها الحقيقي يبقى رهينا بمدى قدرتها على شمول الدواوير الهامشية، بما ينسجم مع الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز العدالة المجالية وضمان استفادة متوازنة لجميع المواطنين، سواء في المراكز الحضرية أو في القرى النائية.