شهدت جبال “الكست” ونواحي تافراوت، مساء أمس السبت 12 يوليوز الجاري، أحداثا مثيرة أسفرت عن توقيف شخص متلبس بممارسة الصيد غير المشروع، في عملية نوعية نفذتها عناصر الدرك الملكي بتافراوت بتنسيق وثيق مع رئيس وحدة الحيوانات المتوحشة التابعة للمديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات.
وقد بدأت فصول هذه القضية حين تم رصد المشتبه فيه بأحد المواقع القريبة من جبل “الكست” بوادي أملن، حيث ضبط بصدد استخدام فخ حديدي محظور في صيد حيوان الأروي، وهو نوع من الضأن البري الممنوع قنصه قانونا بالنظر إلى كونه مهددا بالانقراض ويشكل ركيزة أساسية للتنوع البيولوجي بالمنطقة.
وأثناء عملية التفتيش، عثرت الفرق الأمنية والبيئية على الحيوان مدبوحا ومسلوخا ومقطعا إلى أجزاء، في انتهاك سافر للأنظمة والقوانين المنظمة لحماية الثروات الحيوانية.
ولدى محاصرة المشتبه فيه، حاول الفرار مستخدما دراجته النارية، إلا أنها توقفت بعد مسافة قصيرة ليترجل منها ويشرع في مقاومة عناصر الدرك الملكي ورجال المياه والغابات عبر رشقهم بالحجارة، مما أسفر عن إصابة قائد مركز المياه والغابات بحجرة على مستوى ظهره، قبل أن تتمكن العناصر المتدخلة من السيطرة على الوضع وشل حركة المعني بالأمر وتوقيفه.
وأفادت مصادر مطلعة أن المصالح المختصة فتحت تحقيقا دقيقا تحت إشراف النيابة العامة، وذلك لتحديد كافة الملابسات المحيطة بالقضية وترتيب المسؤوليات والجزاءات وفقا للقوانين المعمول بها، خصوصا تلك المؤطرة لمجال القنص والمحافظة على الحياة البرية.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددا على المخاطر التي تتهدد المنظومات البيئية الهشة في المنطقة، في ظل تنامي ظاهرة القنص العشوائي والانتقائي، التي تستهدف أنواعا مهددة بالانقراض وتشكل تهديدا مباشرا للتوازن البيئي والإرث الطبيعي المحلي.
وفي هذا السياق، جددت جمعية تيضاف لحماية الطبيعة والتنمية المستدامة دعوتها إلى ضرورة تكثيف جهود المراقبة والتحسيس، وتعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية والمجتمع المدني، بما يكفل حماية الثروات الطبيعية وصونها للأجيال المقبلة.