ملف قضائي اغرب من الخيال امام محكمة الاستناف بتطوان

الزهرة زكي

تحقيق24/محمد مسير أبغور

المدعو م ..ش، تم تبرئته من قضية الاتجارة الدولية في المخدرات فتفاجئ بملفا قضائي كبير ينتظره. حيث مثُل يوم الخميس الماضي أمام محكمة الاستئناف بتطوان، للرد على اتهامات تتعلق بقضية عقارية كبيرة. يُتهم رجل الأعمال م..ش بالاستيلاء على ممتلكات عقارية للغير تخص أكثر من 20 مدعيًا، باستخدام أساليب احتيالية وتزوير وثائق الملكية وتغيير حدود الأراضي.

واستنادا الى مصادر مطلعة فقد مكنت المحكمة دفاع الملياردير مهلة إضافية لتقديم مخطط طوبوغرافي. الذي يعتبر ضروريا لتمكين القضاة من مناقشة الوقائع وتوضيح الظروف المحيطة بهذ الملف المعقدة قبل بدء المرافعات وبدء المداولات.

فشل الملياردير في المهمة. وهنا ستبدأ وقائع غريبة في الحدوث. في جلسة الخميس، نجح محامي المدعين في إحراج الجميع في المحكمة. فمسألة المخطط الطبوغرافي الذي عجز م.ش ومحاميه على العثور عليه والإتيان به، باعتباره الدليل الرئيسي الذي جرى اعتماده من لدنه في عملية تحديد الأرض، كشفت لدى القضاء . ان المهندس الذي تستند وثيقة عدلية على مخططه الطبوغرافي نفى أن يكون قد أصدر أي وثيقة تتعلق بهذا الملف. وقد أرسله إلى المدعين،والذي حدا لاستخدام اسمه في وثائق لم يصدرها المهندس الموقع في الوثيقة المدلي بها لدى القضاء ، أن صفته التي وُضعت في وثائق ملف الملكية »مهندس محلف » غير حقيقية ومزورة مهندس ، لكنه كما يشدد، ليس محلفا لدى أي محكمة. في جدول المهندسين هناك اسم واحد مشابه لاسم المهندس الذي وُضع في الوثائق التي ارتكبت بها الأفعال المزعومة من لدن المتهم وهو اسم المهندس نفسه الذي قدم تصريحه للمدعين. من أين أتى المدعو بالوثيقة ـ .

بدلا عن التأثير المتوقع لهذا الاكتشاف على المحكمة، فإن المدعين وقفوا مشدوهين من موقف النيابة العامة عندما قررت معاملة تصريح المهندس مثلما تُعامل تصريحات المتهمين التي تتغير في المحكمة. فقد طعنت في صدقيته، وطعنت في صحية عرضه على المحكمة. مما جعل القاضي سيفضي قراره إلى إمهال المدعين بعض الوقت لإحضار المهندس إلى المحكمة بهدف الاستماع إلى شهادته المفصلية في القضية، و ذلك يوم 31 أكتوبر المقبل.

في مشهد هذه الأحداث، كان محامي المتهم يقدم نفس الاعتراضات، وبنفس النبرة في المحكمة. فقد ظهر مصمما على مناقشة القضية بعدما اعتبرها « جاهزة ». و كانت محاولة لتخطي عقبة هذا المخطط الطبوغرافي؟ هذا ما يعتقده المدعون.

للتذكير محكمة النقض أعادت ملف هذه القضية إلى محكمة الاستئناف بتطوان، من أجل نقاط محددة أبرزها التحقق من هذا المخطط الطبوغرافي الذي يمثل العصا التي يستند عليها .م.ش في محاكمته. من هذه المحكمة نفسها، حصل على حكم بالحبس أربع سنوات.

رفض محامي المدعين في السابق، تحمل مسؤولية البحث عن المخطط الطوبوغرافي وتقديمه، مشددًا على أن هذه المهمة تقع على عاتق الدفاع لأن الأدلة المقدمة تأتي من المتهم. وقد أجلت المحكمة عدة جلسات في انتظار تقديم هذا المستند لإجراء تحليل معمق للاتهامات المتعلقة بالاحتيال والنصب ضد رجل الأعمال، الذي يُزعم أنه قام بتعديل الوثائق الرسمية لتوسيع ملكية من 3000 متر مربع إلى 30 هكتارًا. وعلى الرغم من أن الحدود الفعلية للأرض لم تتغير، إلا أن المدعين أصبحوا بدون أي شيء.

ينفي الملياردير بشدة جميع الاتهامات المتعلقة بالتزوير أو الاستيلاء غير القانوني على الممتلكات، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بالتجاوزات المبلغ عنها. في المقابل، يتمسك المدعون باتهاماتهم ويرفضون أي تسوية، مطالبين باستعادة حقوقهم العقارية بالكامل، خاصة في منطقة حيدرة التابعة للجماعة الحضرية بالفنيدق.

المتهم، الذي يمتلك بعضًا من أكبر الممتلكات العقارية في عمالة المضيق-الفنيدق، نفى سابقًا أي تورط خلال الجلسات السابقة، مؤكدًا أنه اشترى هذه الأراضي بشكل قانوني. وأوضح أن عملية الشراء تمت عبر وسطاء وأنه لم يكن حاضرًا خلال عمليات تحديد الحدود أو تعديل القياسات الطوبوغرافية.

علاوة على ذلك، يواجه الملياردير تحقيقات أخرى، حيث تم تسجيل محاضر إضافية من قبل وزارة الداخلية. تتعلق هذه الاتهامات بتجاوزات مزعومة على أراضٍ غابية ونزاعات حول الأراضي الجماعية في منطقة حيدرة. وتواصل السلطات المحلية مراقبة ممتلكاته والتحقق من شرعية المعاملات العقارية في هذه المنطقة التي تشهد صراعات قوية بين لوبيات العقار والمسيطرين على اراضي المياه والغابات وممتلكات الدولة بطرق تدليسية ساهمت في توثيقها مؤسسات تابعة للدولة بتمكينهم شواهد ادارية تشوبها تساؤلات حول طرق تسليمها للبارونات المخدرات ولوبيات العقار.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.