من قلب اشتوكة .. “البواري” يعلن انطلاق معركة الأحرار لحماية قوت المغاربة.

tahqiqe24

 

يونس سركوح

شهدت جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة أيت باها تنظيم لقاء تواصلي ضمن برنامج “نقاش الأحرار… مسار الإنجازات”، مساء اليوم بحضور وزراء في الحكومة وأعضاء المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، من بينهم السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

وفي كلمة له خلال هذا اللقاء، قال الوزير أحمد البواري إن جماعة سيدي بيبي تشكل اليوم نموذجًا واضحًا للتنمية المتسارعة، موضحًا أن عدد سكان الجماعة انتقل من 38,000 نسمة سنة 2014 إلى 74,000 نسمة سنة 2024، وهو تضاعف ديمغرافي يعكس توفر فرص الشغل، وازدهار النشاط الفلاحي، ونجاح مشاريع التصدير نحو الخارج.

وأكد الوزير أن هذا التحول لم يكن ليتحقق لولا إنجاز مشروع استراتيجي يتمثل في محطة تحلية مياه البحر، الذي أُنجز في عهد السيد عزيز أخنوش عندما كان وزيرًا للفلاحة، مشيرًا إلى أنه كان أحد المشرفين على هذا المشروع منذ بدايته. وأضاف قائلا: “تخيلوا لو لم تكن هذه المحطة، هل كانت هذه الساكنة ستستقر هنا؟ وهل كانت أكادير ستتوفر على ماء صالح للشرب؟ وهل كانت السياحة ستزدهر في الجهة؟”

وأوضح البواري أن جماعة سيدي بيبي وإقليم اشتوكة أيت باها أصبحا اليوم من المناطق التي تؤمن الغذاء على الصعيد الوطني، بل وتغذي السوق الأوروبية، مما يجعل منها ركيزة في معادلة الأمن الغذائي المغربي، ومصدرًا مهمًا للعملة الصعبة.

وعلى مستوى الاستثمارات، كشف الوزير عن أرقام مهمة، حيث رُصد مبلغ 8,000,000 درهم لمشاريع تنموية تمتد من 2023 إلى 2025، تشمل إعادة تأهيل المحيط السقوي على مساحة 18,000 هكتار يهم جماعات سيدي بيبي وأيت عميرة وماسة، إضافة إلى مشاريع الفلاحة التضامنية، وفك العزلة، وتنمية المناطق القروية، وتأهيل ميناء تيفنيت.

كما أشار إلى تخصيص ميزانية تُقدّر بـ 250,000,000 درهم سنة 2026 لفائدة الإقليم، مع استمرار الاستثمار خلال سنة 2027، مما يؤكد التزام الوزارة بمواصلة المسار التنموي في المنطقة.

وفي ما يخص محطة تحلية المياه، أشار الوزير إلى أن الطاقة الحالية تبلغ 150,000,000 متر مكعب سنويًا، منها 100,000,000 متر مكعب فقط قيد الاستغلال حاليًا، بينما سيتم إنشاء محطة جديدة جنوب المحطة الحالية بطاقة تصل إلى 350,000,000 متر مكعب، ما يجعلها الأكبر على المستوى الوطني والإفريقي، وقد تنافس على الصعيد العالمي.

وسيرافق هذه المحطة مشروع هيكلي لنقل المياه عبر طرق مزدوجة، مخصصة للفلاحة والماء الشروب، ستمتد إلى أولاد تايمة وأولوز، بما يعزز الاستقرار المائي والتنموي في جهة سوس ماسة.

وفي ختام كلمته، أكد البواري أن هذه المشاريع الاستراتيجية ليست وليدة اللحظة، بل ثمرة تخطيط طويل الأمد وتعبئة استثنائية، مشيدًا بدور السيد عزيز أخنوش خلال فترة جائحة كوفيد-19، حيث ساهم بموارده الشخصية لإنجاز محطة التحلية في وقت كانت فيه الأوضاع متوقفة تمامًا.

ويأتي هذا اللقاء ليكرّس الرؤية التي يتبناها حزب التجمع الوطني للأحرار، من خلال ربط العمل السياسي بالمشاريع التنموية الواقعية، وإرساء أسس الأمن الغذائي والمائي للمملكة انطلاقًا من أقاليم منتجة وأساسية مثل اشتوكة آيت باها.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.