بونس سركوح،
في لحظة يطبعها الاعتزاز والامتنان، افتتحت فعاليات مهرجان “تيميزار للفضة” بمدينة تيزنيت، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في دلالة رمزية قوية على ما يوليه جلالته من عناية فائقة للموروث الثقافي والاقتصادي المحلي، وعلى اهتمامه المتواصل بدعم الفنون والصناعات التقليدية الأصيلة.
إن احتضان هذا الحدث الثقافي والتنموي الهام للرعاية الملكية السامية لا يعد فقط تشريفا لمدينة تيزنيت وساكنتها، بل يعكس بجلاء إيمان جلالة الملك بأهمية إشراك التراث المحلي في دينامية التنمية المجالية، وتمكين الحرفيين والصناع التقليديين من فضاءات للعرض والترويج، وإعادة الاعتبار للهوية الثقافية المغربية بمختلف تجلياتها.
وتشكل هذه الرعاية السامية، في السياق نفسه، رسالة دعم واضحة لتثمين الصناعة الفضية التي تميز تيزنيت على الصعيدين الوطني والدولي، باعتبارها من ركائز الاقتصاد المحلي ومن المقومات التراثية التي توارثتها الأجيال. كما تندرج ضمن رؤية ملكية مستنيرة تروم النهوض بالاقتصاد الاجتماعي التضامني كرافعة للتنمية المستدامة.
وقد أضفى هذا التشريف الملكي على المهرجان بعدا استراتيجيا، جعله يتجاوز كونه تظاهرة فنية وثقافية، ليكرس نفسه منصة للتسويق الترابي، تبرز من خلالها مؤهلات المدينة في مجالات السياحة الثقافية، والحرف اليدوية، والفنون الشعبية، والمنتوجات المحلية، ما يفتح آفاقا واعدة أمام جلب الاستثمارات وتوسيع آفاق التعاون والشراكات.
ولا شك أن هذه الرعاية الملكية تمثل عنصر ثقة يعزز مصداقية المهرجان ويقوي إشعاعه، ويجعل منه موعدا سنويا ينتظره المهنيون والفاعلون المحليون والوطنيون، بما يحقق التكامل بين البعد التراثي والبعد الاقتصادي، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية في جعل الثقافة رافعة للتنمية البشرية والمجالية.
وفي ختام هذه الدورة المتميزة، يجدد الفاعلون المشاركون، مؤسساتيين ومدنيين، ومنظمون شكرهم وامتنانهم لصاحب الجلالة على عنايته السامية، مؤكدين التزامهم بمواصلة العمل على ترسيخ قيم الانفتاح والإبداع، خدمة للموروث الوطني وتحقيقا لتنمية ترابية عادلة وشاملة.