محمد مسير أبغور
في خطوة منفردة من والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، دون باقي الولاة وعمال الأقاليم الأخرى، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية مقطع فيديو يوثّق عملية نحر أضحية مباشرة بعد أداء صلاة عيد الأضحى.
وأثار هذا الفعل جدلًا واسعًا، خاصة بعد انتشار الفيديو الذي يظهر فيه الوالي رفقة إمام تابع للمجلس العلمي المحلي وهما يؤديان سنة الذبح، في مخالفة واضحة للتعليمات الملكية الرسمية.
ويأتي تداول هذا الفيديو في سياق حساس، إذ كان الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، قد أعلن مسبقًا عزمه أداء شعيرة الأضحية نيابة عن الأمة المغربية ككل، حفاظًا على سلامة القطيع الوطني، في ظل الظروف الفلاحية والمناخية الصعبة التي تمر بها البلاد. ومن هذا المنطلق، اعتُبر ما قام به والي مراكش بمثابة عزلٍ لساكنة الجهة عن باقي مكونات الشعب المغربي، وتجاوزًا للبروتوكول الرمزي الذي يُجسّد نيابة جلالة الملك عن الأمة في هذا الطقس الديني الهام.
واعتبر عدد من النشطاء أن ما حدث يُعد خرقًا للرمزية الروحية والبروتوكول الملكي الذي شدّد الخطاب الرسمي على ضرورة احترامه، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتوضيح عاجل من الجهات المعنية، خاصة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وولاية جهة مراكش آسفي.
ولحد الساعة، لم يصدر أي بلاغ رسمي يشرح ملابسات قيام والي مراكش بنحر الأضحية، ما زاد من الغموض المحيط بالقضية، وفتح الباب أمام تأويلات وانتقادات حادة قد تُحرج المسؤولين، وعلى رأسهم الوالي نفسه.
وتأتي هذه الواقعة في توقيت حساس، حيث امتثل جل الأئمة والخطباء في المغرب للتعليمات الملكية، وامتنعوا عن ممارسة سنة الذبح بشكل علني، على غرار باقي المواطنين، ما جعل الفيديو المتداول يبدو خارج السياق العام، ويثير تساؤلات حول مدى الالتزام الرسمي في بعض الجهات بالتوجيهات الملكية ذات الطابع الرمزي والديني العميق.