تحقيق24/ يونس سركوح،
ببالغ الحزن والأسى، تلقينا اليوم الاثنين نبأ وفاة الفنان الكوميدي محمد المسيح، شقيق الفنان القدير عبد الإله المسيح، أحد أبرز رواد فن الحلقة بساحة جامع الفنا في مراكش، وذلك بعد صراع طويل مع المرض لم ينفع معه العلاج.
يعد الراحل محمد المسيح من الأسماء البارزة التي ساهمت في إحياء فن الحلقة، ذلك الفن الشعبي الأصيل الذي يعكس جانباً مهماً من الثقافة المغربية. برفقة شقيقه عبد الإله، كان الراحل يشكل معاً ثنائياً فنيًا ناجحًا، قدّم عروضًا كوميدية فريدة نالت إعجاب الجمهور من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية. كانا مصدر سعادة وبهجة لمرتادي ساحة جامع الفنا، حيث تتناغم حكاياتهم مع الإيقاع اليومي للحياة في مراكش، ليحولا الساحة إلى مسرح مفتوح للحكايات والنكات التي تعكس الطابع الشعبي للمجتمع المغربي.
لقد خدم محمد المسيح، بأدائه الفذ وابتسامته الصادقة، هذا الفن الشعبي طوال سنوات طويلة، ورغم تحديات الزمن، ظل وفياً لروح الحلقة التي تتميز بالبساطة، والتواصل المباشر مع الجمهور. لقد استطاع أن يبني جسرًا بين الماضي والحاضر، محافظًا على هذا التراث الفني الذي يعد جزءًا من الهوية الثقافية المغربية.
برحيل محمد المسيح، يخسر الفن المغربي أحد أعمدته التي كان لها دور كبير في الحفاظ على تقاليد وفنونا شعبية عريقة. لكن يبقى إرثه حيًا في ذاكرة الجمهور الذي لطالما ارتبطت لحظاتهم في ساحة جامع الفنا بابتسامات هذا الفنان الراحل. لقد ترك محمد المسيح بصمة لا تُمحى في قلوب محبيه وفي ذاكرة الفن الكوميدي المغربي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.