تحقيق24/محمد مسير أبغور
اكدت مصادر مطلعة ان السلطات الاقليمية التابعة لعمالة تطوان سبق ان فتحت تحقيق اداري متعلق بالوضعية الراهنة للمقالع المتواجدة في نفوذها للكشف عن مدى تأثيرها على البيئة وخاصة الفرشة المائية للسدود القريبة منها واحترام شروط السلامة والوقاية من اخطار استعمال المتفجرات داخل هذه المقالع .
وقد اعتمدت هذه اللجان على التقارير الصادرة عن المجلس الاعلى للحسابات والذي كشف في وقت سابق ان اللجان الاقليمية المختصة اسندت اليها صلاحيات واسعة للتتبع التقني لكيفية استغلال هذه المقالع المنتشرة بالجماعات الترابية التابعة لعمالة تطوان .
عند زيارة مراسل موقع تحقيق 24 لمجموعة من هذه المقالع تبين او واقع الحال يضهر ان هذه اللجن لا وجود لها في الواقع .وان المجال الغابوي تضرر بشكل خطير من جراء الاستعمال المفرط للمتفجرات والتدمير التي تعرفه المسالك الطرقية الغير معبدة من طرف العدد الكبير من الشاحنات ذات الوزن الكبير حيث تبين ان الغطاء الغابوي اصبح شبه جاف وشاحب وذالك بسبب غبار الاتربة المستخرجة من مقالح مرخصة تحت رخصة استخراج الصخور .بالاضافة الى تلوث الفرشة المائية للسدود المجاورة لهذه المقالع دون ان ننسى الضرر البليغ الذي تلحقه بعض المقالع القريبة للسكان .حيث نشهد مرارا وتكرارا احتجاجات مواطنين امام المؤسسات الرسمية لاصال رسائلهم ومعاناتهم مع المقالع والمتمثلة في الضرر البليغ على مواشيهم وزراعتهم والفلاحة المعيشية التي هي مصادر قوتهم اليومية .
ومن جهة اخرى تبين ان معظم هذه المقالع تقع في مناطق جبلية يمكن استغلالها في مجال المشاريع السياحية الكبرى كالمنتجعات وذالك لتحقيق عدالة مجالية ينتفع منها سكان المنطقة كبديل اقتصادي هذه المشاريع ذات المنفعة الخاصة لشركات ومقاولات تجني ارباحا خيالية على حساب راحة الساكنة والفتات المقدم للجماعات الترابية دون الاختمام بحجم الاضرار الناتجة عن الاستعمال الغير المقنن للمتفجرات والكمية المستخرجة واحترام مصداقية التنزيل السليم لدفاتر التحملات اهمها احترام المسافة القانونية لانشاء المقالع وبعدها عن المنشئات المائية الكبرى لكونها تدمر الفرشة المائية على بعد امتار قليلة من عمليات التفجير الصخري وهو ما يناهض التوصيات الملكية السامية المتعلقة بالسياسة المائية للدولة المغرببة
حسب دراسات علمية استقاها موقع تحقيق 24 ان من بين الاسباب الرئيسية للضرر الذي لحق مشروع الطاقة الريحية المتواجد بجماعة بجماعة صدينة وخميس لانجرة الذي تم انشائه من طرف شركة لافارج لانتاج طاقة ريحية نظيفة .ان التفجيرات تتسبب في احفوريات عميقة تاثر على توازن التيربونات مما يعيق عملية التخزين الطاقي داخلها .
كما اضافت دراسات شاملة كون هذه المقالع اثرت بشكل كبير على الحياة البرية داخل الغابات المجاورة لها بكل من جماعة بن قريش سبت الزينات صدينة وخمير لانجرة وبالخص على المجال الرعوي والزراعي حيث اختفت مجموعة من انواع النباتات الطبيعية وانتجت ضرر بيئي خطير على التنوع الحيواني والتوازن الطبيعي والبيئي بسبب اندثار وتلوث الفرشة المائية والغبار الناتج عن استعمال مواد كيماوية مختلفة اثرت مباشرة على المياه السطحية والابار وذالك بالاستعمال المفرط للاليات والشاحنات اكثر من الحد المسموح به حسب دفاتر التحملات مع العلم ان هذا الغبار المكون اساسا من كربونات الكالسيوم واكسيد السيليكون الذي يعتبر من اخطر المواد المسرطنة بالاضافة الى اكسيد النيتروجين والهيدروكاربونات ومركبات الرصاص المكونة لصلابة الصخور المستخرجة , هذه الاضرار كلها لا تؤثر على الارض الذي يقع بها المقلع بل تاثيرها الخطير على الاراضي المجاورة وسكان الدواوبر القريبة منها وبالاخص الاراضي الزراعية الخصبة والذي تبين ان الانتاج الزراعي تراجع بشكل خطير وخاصة منتجي الزيتون والفواكه الموسمية بهذه المناطق المذكورة .
كما هو ملاحظ للعيان التشوه الجيولوجي الذي لحق بالتضاريس وتغير الوضع الطبيعي باحداث ثقوب كبيرة وتلال حديثة بهذه المقالع والتي لا يتم تسويتها بعد استخراج الطبقات الصخرية التي تصل عمقها الى ازيد من ثلاثين متر والذي يخلق انماط تضارسية غير طبيعية من الممكن ان ينتج عنها وديان حديثة وحدوث خدود جديدة وتشققات وتفسخ البنية لسطح الارض .مما يهدد بكوارث طبيعية اهمها الانزلاقات وفياضات في حالة تساقط امطار غزيرة بهذه المناطق