شهد إقليم تاونات، مؤخراً، حادثاً مأساوياً راح ضحيته طفل في السادسة من عمره، بعد أن تُرك داخل حافلة للنقل المدرسي لساعات طويلة، مما أدى إلى وفاته اختناقاً نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. الحادث وقع بجماعة ساحل بوطاهر، وأثار موجة من الحزن والاستنكار في صفوف الساكنة المحلية، لاسيما بدوار “تجزئة تافراوت”، حيث تقيم أسرة الطفل الضحية.
وحسب ما أوردته مصادر إعلامية استناداً إلى معطيات محلية، فإن الحافلة التي وقعت فيها الفاجعة تابعة لإحدى الجماعات الترابية، ويشرف على تسييرها عدد من الفاعلين المحليين، دون توفر تأطير مهني كافٍ للسائقين أو مراقبة صارمة لشروط عملهم. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الطفل صعد إلى الحافلة في وقت مبكر من الصباح، إلا أن السائق لم ينتبه إلى بقائه داخلها عند الوصول إلى المؤسسة التعليمية، ما أدى إلى بقائه وحيداً لساعات قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة.
وقد أمرت النيابة العامة المختصة بفتح تحقيق عاجل في ظروف وملابسات الحادث، كما أعطت تعليماتها لعناصر الدرك الملكي بالاستماع إلى جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك سائق الحافلة والمسؤولين عن تسيير خدمة النقل المدرسي بالجماعة. وتم نقل جثة الطفل إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، لإخضاعها للتشريح الطبي وتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول شروط السلامة في النقل المدرسي بالمناطق القروية، حيث عبّر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من غياب معايير اليقظة والمسؤولية، معتبرين أن الحافلات تتحول أحياناً إلى “توابيت متنقلة” في ظل غياب التكوين والمراقبة.