وهم الغرب المهزوم ! 

tahqiqe24

تحليل ابن سوكا،
خريج جامعة “خفايا الشارع ومفاجآت القدر”.

عندما تُظلَم، ولا ترضخ، ولا تستسلم… حين تقاوم بما تملك من إمكانيات متواضعة، ويُفاجَأ الظالم بتعنتك وصلابتك التي لم تكن في حسبانه، يدخل الصراع طورًا جديدًا. ليست مجرد مواجهة، بل لعبة شطرنج خفية، فيها كل طرف يحاول استدراج الآخر لكشف أوراقه، دون أن يظهر نيته الحقيقية.

في هذا الطور، يصبح الذكاء ضرورة، والمكر تكتيكًا، وتقدير المخفي من القدرات فناً. لكن ما يزيد المعركة تعقيدًا هو دخول ما يسمى “الذكاء الاصطناعي” كطرف ثالث، لا ينتمي للضمير، ولا يعرف معنى الروح، بل يتحرك ضمن حدود المبرمَج والمصلحة.

الغرب اليوم يتباهى بتفوقه في هذا الميدان، يدرسه بدقة، ويصقله ليُخضع به الخصم. غير أن ما لا يدركه، أن الخصم الحقيقي لا يملك ما يخسره، ولا يخشى المحو، بل يراه تحررًا. وهذه النية في حد ذاتها، قوة تفوق كل منظومات السيطرة، لأنها نية متصلة بجذر الوجود، لا بأوهام البقاء.

الذكاء الاصطناعي الذي يتفاخر به الغرب، ليس في عين الخصم إلا تجليًا آخر لذكاء قديم، يتحكم في من يتحكمون: إبليس، رمز الغواية والغرور. لكن إبليس مخلوق، محدود، مهما بدا عظيمًا في أعين من اتبعوه. وما دام مخلوقًا، فله نهاية. وما دام من خلقه باقٍ، فالنتيجة محسومة.

من هنا نفهم أن كل حروب الغرب، مهما تغلفت بشعارات العدالة والإنسانية، هي في جوهرها صراع مع الخالق، مع الفطرة، مع النور. ومن يحارب النور لا بد أن يعمى، ومن يعمى لا يهتدي.

الهزيمة قد لا تكون في ساحة القتال، بل في لحظة الغرور. والغرور هو بداية السقوط. لذلك، فالغرب – بكل ما جمعه من أدوات وبكل ما غرق فيه من عناد – قد خسر يوم ظن أنه فوق كل شيء. ومسألة من ينتصر ليست إلا مسألة وقت.

سيأتي ذلك اليوم… يوم ينهار فيه الصنم، ويسقط فيه القناع، وتنكشف الحقيقة لمن بقيت له عين القلب.
ويومها… لن يكون هناك غالب إلا الحق.

إبن سوكا !
الحاضر الغائب .

أنا لست ممن درسوا في الكليات العسكرية، ولا ممن تخرجوا من جامعات الدراسات الاستراتيجية، بل لم أكن يومًا من المهتمين بالشأن السياسي أو الجيوستراتيجي. لكن الواقع اليوم يوقظ في كل إنسان صادق ذرة من قلب، وكلما فتحت عيني على ما يجري من ظلم لا تُطاق حدوده، شعرت أن الصمت خيانة.
نعم، يتقطع القلب، وتضيق النفس، لكنني أدركت أننا جسر… جسر تعبر فوقه البشرية من هذا الواقع المزري إلى واقع أكثر عدلًا وكرامة. وإن كان هذا هو قدرنا، فليكن، بل هو حظّ نفخر به، لا نندب عليه.

 

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.