محمد مسير ابغور
أفادت مصادر مطلعة أن التحقيقات الاولية التي أنجزتها عناصر الدرك بالقيادة الجهوية بسطات، وبتنسيق مع مصالح سرية بنسليمان، حول شبكة الاتجار بالمخدرات بالمنطقة بعد الإطاحة ببارونات كبار بالمنطقة، أسفرت عن تورط عون سلطة، تابع لجماعة عين تيزغة، ودركيين بالمركز الترابي ببنسليمان، بالاضافة الى أربعة أمنيين يشتغلون بالمنطقة الأمنية بالمدينة نفسها.
وأوضحت نفس المصادر أن القاسم المشترك بين هذه الاعتقالات في صفوف الدركيين ورجال الأمن ومشتبه احد اقرباء من رجالات السلطة
، وحسب نفس المصادر فان العملية انطلقت منذ شهري أبريل وماي الماضيين، بعملية تمشيطية لغابات متاخمة لمدينة بنسليمان، من خلال عمليات أمنية نوعية أشرف عليها القائد الجهوي بسطات، وقائد سرية بنسليمان، وكل عناصر المراكز الترابية التابعة لسرية الدرك بإقليم بنسليمان، بتنسيق مع المصالح التقنية المركزية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط.
واستناذا الى معطيات اخرى ان العملية التي أنجزتها مصالح الدرك الملكي بالمنطقة، نجحت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية، بتنسيق مع مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في الإطاحة بعناصر أمنية مشتبه في تعاونها مع بارونات مخدرات بالمنطقة
.
وأفادت المصادر ذاتها بأن عناصر الدرك الملكي بسرية بنسليمان أحالت، قبل يومين، عون سلطة بجماعة تيزغة، ودركيين في الخمسينات من عمرهما يشتغلان بالمركز الترابي بالمدينة، على النيابة العامة المختصة في جرائم الفساد المالي بالدار البيضاء،
وحسب المصادر ذاتها فان المتهمين كانو يتوصلون بكميات مختلفة من المخدرات من احدى مدن الشمال .حيث من المحتمل ان يتم اجراء مواجهات بينهم وبين بارونات جرى اعتقالهم في وقت سابق بالمنطقة، وصرحوا خلال استنطاقهم من طرف قاضي التحقيق، وإجراء خبرات تقنية على هواتفهم وهواتف الموظفين الموقوفين، بمعطيات بالغة الخطورة تتعلق بتيسير أنشطتهم الإجرامية والتغاضي عنها، مقابل تقديم رشاوى وامتيازات لعناصر الدرك ورجال الأمن بالمنطقة.
وأوضحت مصادر أن مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بسطات تواجه تحديا نوعيا مختلفا عن باقي التحديات بباقي الجهات المشهورة بالتهريب الدولي للمخدرات والهجرة السرية، كما هو الحال بالمناطق الساحلية والحدود بشمال ووسط وجنوب المملكة، حيث ظل الرهان المشترك بين مصالح الأمن والدرك بجهوية سطات، هو التصدي لشبكات وبارونات المخدرات بالمجال الغابوي لإقليم بنسليمان الذي يشكل نصف مساحته الإجمالية.
وشهدت السنة الجارية تدخلات وحملات تمشيطية واسعة النطاق، بمشاركة كل الشعب الأمنية بالقيادة الجهوية بسطات وسرية بنسليمان، وكذا المراكز الترابية التابعة لها، وبتنسيق مع القيادة العليا بالرباط، والمصالح الأمنية الموازية بالإقليم، والنيابات العامة المختصة بكل من بنسليمان وبوزنيقة والدار البيضاء وسطات، وشملت هذه التدخلات كل الغابات المتاخمة للمدينة، بحيث أسفرت عن اعتقال حوالي 15 شخصا، بينهم بارونات ومساعدون، وحجز سيارات ودراجات نارية وأسلحة بيضاء وأموال وهواتف نقالة ومتعلقات أخرى تعود إلى البارونات والشبكات الإجرامية الخطيرة التي تصر على احتكار الغابات ومحاولة جعلها أوكارا لتجارة المخدرات، قبل أن تسقط التدخلات نفسها موظفين، بينهم رجال درك وعناصر أمنية، كشفت التحقيقات تورطهم في التخابر مع بارونات المخدرات بالمنطقة، وتسهيل عملية ترويجهم للمخدرات بالمنطقة بكل أريحية.
يذكر أن الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، كان قد أصدر توقيفات فورية في حق الدركيين المشتبه فيهم، بالتزامن مع عرضهم على العدالة، كما تفاعل بالجدية اللازمة ذاتها، قبل أسبوعين، مع مسؤول دركي بالمركز الترابي بتاغازوت نواحي أكادير، على خلفية تورطه في المشاركة في التهريب الدولي للمخدرات، والتغاضي عن محاولة تهريب طنين من المخدرات عبر شواطئ تاغازوت التي يتحمل مسؤولية مراقبتها، وذلك مقابل تلقي رشاوى مالية.
وتندرج هذه الإجراءات الصارمة في إطار مساعي القيادة العليا لتخليق المرفق الدركي، وتنقيته من كل الشوائب والممارسات المخالفة للقانون والضوابط العسكرية.