البوليساريو: ابنة الجزائر من الزنا في خدمتها للجنرال “البوال” .

tahqiqe24

بقلم الصحافي يونس سركوح،

تشهد الجزائر اليوم أزمة خانقة على جميع الأصعدة، حيث بات الشعب يعيش حالة من الذل والقهر بسبب سياسات العسكر الذين يحكمون البلاد بقبضة من حديد، على رأسهم الجنرال السعيد شنقريحة، المعروف بلقب “الكبران البوال”، والذي أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، بينما يكتفي الرئيس عبد المجيد تبون بدور المشاهد في مسرحية هزلية تُديرها القيادة العسكرية.

في هذه الأثناء، تواصل الجزائر استخدام “الطفلة المدللة” التي أنجبتها في الخفاء، وهي “البوليساريو”، تلك الحركة التي تمثل “ابنة الجزائر من الزنا” كما يسميها البعض، وهي أحد أوجه الفساد السياسي الذي تعيشه البلاد. البوليساريو، التي تم تأسيسها ودعمها من قبل الجزائر في أوقات معينة، أصبحت أداة لابتزاز المملكة المغربية في مسرحية سياسية فاشلة. ومع ذلك، رغم محاولات الجزائر الدؤوبة في دعم “جمهورية الخيام والعجاج”، تواصل البوليساريو الوجود في مخيمات تندوف حيث يعيش أعضاؤها في حالة من التدهور الاقتصادي، وتغرق في الفساد الذي أصبح سمة أساسية لها.

الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالجزائر حولت حياة المواطن إلى جحيم يومي، حيث أصبح شراء أبسط السلع الأساسية مثل الحليب، العدس، أو اللوبيا مغامرة شاقة تتطلب الوقوف في طوابير طويلة تمتد لساعات وأحيانًا لأيام. في كثير من الأحيان، يعود المواطن بخفي حنين لأن الكمية نفدت قبل أن يتمكن من الوصول إلى دوره. الطوابير أصبحت جزءًا من المشهد اليومي، وكأن الجزائريين يتنافسون في ماراثون للصبر والتحمل من أجل تأمين قوت يومهم.

الأدهى من ذلك، أن شنقريحة البوال والعسكر لا يكترثون لأزمة الشعب، بل يبددون أموال البلاد على دعم دميتهم “البوليساريو”، بينما الشعب الجزائري يعيش تحت وطأة أزمة غذائية خانقة. هذه الحركة الانفصالية التي تعيش على الوهم في مخيمات تندوف لا تجد ما يعينها سوى موارد الشعب الجزائري الذي يعيش أفراده في ذل وقهر. الطوابير أمام الأسواق، وندرة السلع، أصبحت سمة هذا العصر المظلم.

الجنرالات الذين يهيمنون على الجزائر لا يرون في الشعب سوى وسيلة لتأمين بقائهم في السلطة. الموارد تُنهب، والأموال تُصرف على معارك وهمية، بينما المواطن البسيط يعاني من الجوع والفقر. الحليب الذي كان يومًا من أساسيات الحياة أصبح يُباع كسلعة نادرة، والعدس واللوبيا تحولا إلى أحلام بعيدة المنال بسبب الازدحام والطوابير التي لا تنتهي.

على الجانب الآخر، يستمر العسكر في تحريك البوليساريو كأداة دعائية ضد المغرب، مستغلين أموال الشعب الجزائري في شراء الذمم الدولية ودعم قضية خاسرة. هذا في وقت يحتاج فيه المواطن الجزائري إلى كل درهم لتحسين معيشته التي أصبحت في الحضيض.

وفي ظل هذا الوضع المأساوي، يعبر الشعب الجزائري عن استيائه العميق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح هاشتاغ “#مانيــش_راضــي” رمزًا للاحتجاج الشعبي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. هذا الهاشتاغ يعكس الغضب السائد بين المواطنين الذين يشعرون بأنهم ضحايا سياسات العسكر التي تركز على دعم قضايا خارجية على حساب رفاهية الشعب. وأصبح هذا الوسم بمثابة صوت يعبر عن رفض الناس للظلم والفساد، ويطالبون بتغيير حقيقي يضمن لهم حياة كريمة بعيدًا عن الاستبداد.

الشعب الجزائري اليوم بين مطرقة الجنرالات وسندان الأزمات الاقتصادية. بينما يواصل شنقريحة تعزيز سلطته وتحريك الدمى حوله، يبقى السؤال: إلى متى سيظل الشعب الجزائري يعاني من سياسات العسكر؟ وهل سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه ضد هذا الظلم ليعيد للجزائر مكانتها الحقيقية؟

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.