دون الفاعل السياسي والجمعوي محمد عوام، وعضو جماعة تاسريرت بدائرة تافراوت بإقليم تيزنيت عن حزب التجمع الوطني للأحرار، تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تناول فيها موضوع إصلاح الطريق الثانوية الرابطة بين إمي نتزيرت وأفا نروط. هذه الطريق، التي يبلغ طولها 23 كيلومتراً، تعد شرياناً مهماً يربط بين مدينتي تافراوت وتيزنيت، مروراً بإقليمي طاطا وسيدي إفني، كما تشهد حركة سير دؤوبة تشمل حافلات المسافرين، العربات السياحية، وسيارات الأجرة.
وأشار عوام في تدوينته إلى أن هذه الطريق كانت جزءاً من اتفاقية شراكة ضمت وزارة التجهيز، المديرية العامة للجماعات المحلية، والمجلس الإقليمي لتيزنيت، إلا أن الاتفاقية لم تُنفذ لأسباب وصفها بأنها “معروفة للجميع”. وقد عادت هذه الطريق مجدداً إلى واجهة النقاش بعدما تم توقيع محضر الشروع في أعمال الإصلاح، التي وصفها عوام بـ”الترقيع”، بمبلغ اعتبره ضخماً مقارنة بالمردودية المتوقعة.
وفي سياق تدوينته، اقترح عوام توقيف المشروع الحالي، ودعا عامل إقليم تيزنيت إلى التدخل لإيجاد شركاء جدد لدعم المشروع وتوسيعه، بما يضمن إنجاز طريق تليق بأهمية هذا المحور الحيوي. كما أشار إلى إمكانية اللجوء إلى صندوق التنمية القروية الذي سبق أن ساهم بمبالغ هامة لتطوير طرق مشابهة، مثل طريق “إخف أفلو”، التي حظيت بميزانية بلغت 1.8 مليار سنتيم.
يُذكر أن الطريق الرابطة بين إمي نتزيرت وأفا نروط ليست مجرد طريق محلية؛ بل تعد شرياناً اقتصادياً يربط مناطق مختلفة ويسهم في تعزيز النشاط السياحي والتجاري، خاصة وأنها تمر عبر مسارات تشهد حركة سياحية نشطة. اختتم عوام تدوينته بانتقاد ما وصفه بـ”اللامبالاة” تجاه هذه الطريق الحيوية، مؤكداً أن وضعها الحالي لا يرقى إلى تطلعات الساكنة المحلية وطموحاتها التنموية.
يأتي هذا النقاش في وقت تعاني فيه العديد من المناطق القروية من تأخر مشاريع البنية التحتية، ما يطرح تساؤلات حول آليات التخطيط والتمويل والتنفيذ، ويدعو إلى البحث عن حلول مستدامة تستجيب لحاجيات الساكنة وتعزز التنمية المحلية.