فؤاد الشافعي
ولا زال اقليم أزيلال ،يعاني الأمر من جراء الحوادث المفجعة التي يروح ضحيتها التلاميذ من حين الى حين ،في تنقلاتهم المدرسية ،لاسباب يعرفها الجميع ،الا وهي صعوبة التضاريس وغياب اسطول نقل مدرسي قادر على استيعاب الاعداد الهائلة للمتمدرسين من جهة ، ومن تانية الصمت المدقع للمسؤولين باختلاف اطيافهم عن الاختلالات الرئيسية لهذه المعضلة .
ما يترجم هذه المعانات التي لا تنتهي بهذا الاقليم على أرض الواقع ، الحادثة التي وقعت الاربعاء الماضي بجماعة تيدلي فطواكة ضواحي دمنات ،حيث انقلبت حافلة من الحافلات الثلاث للنقل المدرسي مسفرة عن إصابات مختلفة الخطورة لتسع تلاميذ ، بين كسر على وجه احدى المتمدرسات او او إصابات لتلاميذ اخرين في اعضاء مختلفة من اجسادهم ،ليتم نقلهم الى المستشفى الجهوي بمدينة بني ملال .
ناهيك عن كابوس الخوف والهلع النفسي الذي يعيشه التلاميذ اربع مرات في اليوم ، سواء الذين حضروا الفاجعة او الذين سمعوا بزملائهم .
الاسباب بطبيعة الحال يعرفها الجميع من مسؤولين باختلاف مسؤولياتهم، ولا أحد يريد التحرك او البحث عن الحلول الناجعة ، سواء باكاديمية التعليم او العمالة وحتى اباء و أولياء الجمعية ، حتى أضحت مسألة التمدرس في هذه المناطق الجبلية النائية من الكوابيس التي تقض مضجع جمعيات اباء واولياء التلاميذ ، للبحث بكل ما اوتو من القوة عن حليف مسؤول جماعي ،اقليمي ، جهوي او مجتمع مدني ، يستطيع التجاوب مع مشاكل فلذاة اكبادهم من معاناتهم اليومية وايجاد حلول لهذه المعضلات المدرسية التي قد تكون مميتة لا قدر الله في بعض الحالات .
هذه المشاكل مردها بطبيعة الحالة الى الاكتظاظ ،صعوبة و وعورة الطرق ، اضافة إلى الحالة الميكانيكية التي هي في مجملها مهترئة وبدون صيانة ، وغير متوفرة بالنسبة لجميع التلاميذ وبالتالي فوقوع الحوادث يبقى أمرا طبيعيا يعرفه الداني والقاصي ، وان المسؤولية يتحملها الجميع وبدون استثناء حتى جمعية اباء واولياء التلاميذ ، وكذا رئيس المجلس الترابي وجمعيات المجتمع المدني .
بالنسبة للحلول التي يدلي بها المسؤولون كحلول امام وسائل الاعلام سواء جمعيات اباء واولياء التلاميذ او رئيس المجلس الجماعي و حلولهم تبقى فقط لذر الرماد على العيون ، حتى تنسى هذه الفاجعة ويحتفظ كل بموقعه او كرسيه او وظيفته ،لانه من غير المعقول عدم التحرك واسماع الصوت للمسؤولين من خلال القيام بمجموعة من الاساليب النضالية ، ولو اقتضى الامر توقيف الدراسة حتى اشعار آخر ، لأنه وفي كل مرة تنطلق هذه الحافلات الا و تشكل خطرا دائما يترصد هؤلاء التلاميذ دون رحمة ، ولربما كان الهدر المدرسي في مثل هذه الحالة اجدى واحن وآمن من التلقين .