تيزنيت تستقبل سفير الرأس الأخضر وتوقّع اتفاقية شراكة لتعزيز التعاون الدولي

الزهرة زكي

شهد مقر عمالة إقليم تيزنيت، صباح اليوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، حفل استقبال رسمي للسيد إلياس لوبيس آندرادي، سفير جمهورية الرأس الأخضر، والوفد المرافق له، وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وهذه الدولة الإفريقية الصديقة.

وترأس هذا الاستقبال السيد عبد الرحمن الجوهري، عامل إقليم تيزنيت، بحضور السيد محمد الشيخ بلا، رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، والسيد إبراهيم الشهيد، رئيس جماعة تافراوت والسيد ياسير شهمات نائب رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت ورئيس المجلس الإقليمي للتنمية السياحية، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين والإقليميين، من بينهم عمدة مدينة ريبيرا غراندي دي سانتياكو، ورئيس جمعيات رؤساء المجالس الجماعية بالرأس الأخضر، وممثل المندوبية الجهوية للصيد البحري، فضلاً عن أعضاء المجلس الإقليمي لتنمية السياحة ورؤساء عدد من المجالس الجماعية بالإقليم.

وشكّل هذا اللقاء مناسبة لتوقيع اتفاقية شراكة ثلاثية بين المجلس الإقليمي لتيزنيت، وجماعة تافراوت، وجماعة ريبيرا غراندي دي سانتياكو بجمهورية الرأس الأخضر. وتندرج هذه الاتفاقية ضمن إطار التعاون اللامركزي الدولي، حيث تهدف إلى دعم تنمية قطاع الاقتصاد البحري بمدينة ريبيرا غراندي دي سانتياكو، من خلال الاستفادة من تجربة إقليم تيزنيت في مجالات الصيد البحري، والسياحة البحرية، والمهن المرتبطة بالأنشطة البحرية.

وجاءت هذه الشراكة عقب الزيارة التي قام بها الوفد الرسمي إلى مدينة تافراوت يوم أمس الاثنين 10 فبراير الجاري، حيث أتيحت لهم فرصة الاطلاع على المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تزخر بها المنطقة. وقد أبدى الوفد إعجابه الكبير بصخور تافراوت الكرانيتية الفريدة، وبنيتها التحتية المتطورة، وكرم وطيبة ساكنتها، ما يعكس مكانة المدينة كوجهة سياحية متميزة على الصعيد الوطني والدولي.

ترتكز الشراكة على عدة محاور رئيسية، من بينها تحسين ظروف عمل الصيادين من خلال توفير المعدات الحديثة وضمان جودتها وسلامتها، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد البحرية لضمان استدامة الأنشطة البحرية وحماية البيئة، وتطوير السياحة البحرية عبر تبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مبتكرة لتنمية القطاع، وتمكين النساء وتطوير قدراتهن في المجالات ذات الصلة، بما يضمن إشراكهن في التنمية الاقتصادية المحلية.

وفي تصريح لجريدة “تحقيق24″، أكد السيد إبراهيم الشهيد، رئيس جماعة تافراوت، أن هذا البرنامج يأتي في إطار المبادرات التي يدعمها الصندوق الدولي للتعاون اللامركزي بشراكة مع الجماعات الترابية، حيث يهدف إلى توطيد التعاون بين جماعة تافراوت والمجلس الإقليمي لتيزنيت ونظيرتهما في جمهورية الرأس الأخضر.

وأشار السيد ابراهيم الشهيد إلى أن البرنامج يتكون من عدة ركائز أساسية، أبرزها دعم قطاع الصيد البحري بجماعة ريبيرا غراندي دي سانتياكو، وتطوير التعاون اللامركزي بين الجماعات المعنية، وتعزيز قدرات النساء في الجانبين. كما شدد على أن هذه الخطوة تأتي انسجامًا مع التوجهات الملكية السامية، التي تؤكد على أهمية التعاون جنوب-جنوب، وانفتاح المغرب على القارة الإفريقية باعتبارها شريكًا استراتيجيًا في التنمية.

وأضاف أن جمهورية الرأس الأخضر تُعد من الدول الإفريقية التي تدعم مغربية الصحراء، وهو ما تجلى في افتتاح قنصليتها بمدينة الداخلة، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

وتعكس هذه الاتفاقية خطوة جديدة في مسار التعاون المغربي-الإفريقي، حيث تؤكد على أهمية تبادل التجارب والخبرات في مجالات حيوية تسهم في تعزيز التنمية المحلية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.