يونس سركوح،
في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشباب المقبلين على الزواج، برزت على منصات التواصل الاجتماعي حملة جديدة تحت شعار “صداق 5 دراهم ونتزوجو”، تهدف إلى تقليل المهور والتخفيف من الأعباء المالية المرتبطة بالزواج. وبينما يرى البعض في المبادرة خطوة نحو تشجيع الزواج وتسهيله، يعتبرها آخرون مجرد نقاش افتراضي لا يعكس تعقيدات الواقع.
تسلط هذه الحملة الضوء على قضية ارتفاع تكاليف الزواج، حيث أصبح المهر، الذي يُفترض أن يكون رمزاً معنوياً، يشكل في بعض المجتمعات عبئاً مالياً يُضاف إلى قائمة طويلة من الالتزامات التي تشمل تجهيز المسكن، وحفلات الزفاف الفاخرة، ومتطلبات الحياة الزوجية. ويرى المدافعون عن الحملة أن تقليل المهور قد يكون حلاً عملياً لتيسير الزواج، فيما يعتبر المعارضون أن القضية أعمق من ذلك، حيث ترتبط بتغيرات اقتصادية واجتماعية تجعل من الزواج مشروعاً مكلفاً لا يقتصر على المهر فقط.
لقيت الحملة تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في المبادرة خطوة نحو نشر ثقافة الزواج الميسر، ومعارض يشكك في جدواها العملية، خاصة أنها قد تظل مجرد موجة رقمية دون تأثير ملموس. كما يرى البعض أن تخفيض المهور لا ينبغي أن يكون مجرد شعار، بل يجب أن يُواكب بوعي مجتمعي يدفع نحو تبني نماذج زواج أكثر بساطة دون المساس بقيمة المرأة أو التقليل من مكانتها.
من منظور أعمق، تعكس الحملة الحاجة إلى إعادة النظر في العادات المرتبطة بالزواج، بما يضمن تحقيق التوازن بين الظروف الاقتصادية الحالية والموروث الثقافي. فالزواج ليس مجرد عقد مالي، بل شراكة قائمة على التفاهم والمسؤولية المتبادلة. إلا أن تحقيق تغيير حقيقي في هذا المجال يتطلب أكثر من مجرد حملات افتراضية، إذ يستدعي الأمر توعية مستمرة وتشجيع ممارسات واقعية تجعل الزواج أكثر يسراً دون المساس بأسسه الجوهرية.
تبقى حملة “صداق 5 دراهم ونتزوجو” انعكاساً لمطالب شريحة واسعة من الشباب الباحثين عن حلول لتحديات الزواج، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول مدى إمكانية إحداث تغيير حقيقي في الممارسات الاجتماعية الراسخة. وبينما تستمر النقاشات حول هذه المبادرة، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن تتحول مثل هذه الدعوات إلى حركة مجتمعية تؤثر فعلاً في عادات الزواج، أم أنها مجرد تفاعل رقمي سيخبو مع مرور الوقت؟