سيارتك قد تكون متورطة في جريمة دون علمك.. احذر هذه الحيلة الجديدة في تطبيق “indrive”.

tahqiqe24

بقلم الصحافي يونس سركوح،

تشهد خدمات النقل عبر التطبيق الذكي “InDrive” انتشارًا متزايدًا، حيث توفر للركاب، سواء المواطنين أو السياح الأجانب، وسيلة مريحة وآمنة للتنقل، وللسائقين فرصة لكسب العيش بطريقة منظمة. غير أن هذا القطاع بات يشهد تجاوزات خطيرة في بعض الحالات، حيث يلجأ بعض ممتهني النقل السري إلى حيل احتيالية تضع الأمن العام في خطر، وتلحق الضرر بمصالح العديد من الأطراف.

ويعتمد بعض الأشخاص على أسلوب متطور للتحايل على تطبيق “InDrive”، حيث يقومون بكراء سيارات تتطابق تمامًا مع سياراتهم الشخصية من حيث العلامة التجارية واللون والطراز، بحيث يكون الاختلاف الوحيد هو الترقيم. ولأن العديد من الركاب لا يلتفتون إلى الترقيم ويعتمدون فقط على مطابقة اللون والنوعية، يصبح من السهل خداعهم وإقناعهم بأن السيارة التي يستقلونها هي ذاتها المسجلة في التطبيق. بهذه الطريقة، يتمكن السائقون من استخدام مركباتهم الشخصية في النقل السري، بينما تبقى بيانات السيارة المسجلة في التطبيق غير مطابقة للواقع، مما يجعل من الصعب تتبع السائق الحقيقي عند وقوع أي حادث أو جريمة.

هذه الظاهرة تشكل تهديدًا مباشرًا للمواطنين والسياح الأجانب وأيضا زبناء وكالات كراء السيارات على حد سواء، ليس فقط من حيث التلاعب بالهوية، بل أيضًا في ما يتعلق بسلامتهم، إذ أن بعض الأشخاص الذين يمارسون هذا النشاط قد يكونون خارجين عن القانون، مما يجعل المستخدمين عرضة لحوادث سرقة أو اعتداءات دون أن يكون بالإمكان تعقب الفاعل الحقيقي بسهولة. كما أن أصحاب المركبات الأصلية أو زبناء وكالات كراء السيارات قد يجدون أنفسهم في مواقف قانونية معقدة نتيجة استغلال وثائق سياراتهم في نشاطات غير مشروعة دون علمهم.

أمام هذا الوضع، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية مختلف الأطراف المعنية. يجب توخي الحذر عند تأجير المركبات، مع ضرورة الاحتفاظ بسجلات دقيقة حول استخدامها، لضمان عدم استغلالها في ممارسات غير قانونية. كما يُنصح الركاب، خصوصًا السياح الذين قد يكونون أقل دراية بهذه الأساليب الاحتيالية، بالتأكد من تطابق بيانات السيارة المسجلة في التطبيق مع المركبة المستخدمة فعليًا، بما في ذلك الترقيم، والاحتفاظ بأي معلومات قد تكون ضرورية في حالة وقوع أي حادث.

يتعين على الجهات المسؤولة عن تنظيم هذا القطاع العمل على تشديد الرقابة وتطوير آليات التحقق من بيانات السائقين والمركبات المستخدمة، لمنع أي تلاعب قد يضر بالمصلحة العامة. كما أن اعتماد تقنيات أكثر تطورًا لكشف أي تلاعب في البيانات قد يكون خطوة ضرورية لتعزيز الثقة في هذه الخدمات، خاصة لدى الزوار الأجانب الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه التطبيقات خلال تنقلاتهم.

وتبقى خدمات النقل عبر التطبيق الذكية “InDrive” حلاً مبتكرًا يسهل حياة الكثيرين، لكنها تحتاج إلى مراقبة صارمة لمنع أي استغلال قد يحولها إلى مصدر تهديد بدل أن تكون وسيلة آمنة للتنقل. التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، من سلطات تنظيمية ومستفيدين، ضروري لضمان بيئة أكثر أمانًا وانضباطًا، تحمي الجميع من تداعيات مثل هذه الظواهر، وتعزز سمعة قطاع النقل الرقمي باعتباره خيارًا آمنًا وموثوقًا به.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.