تحقيقـ24 – محمد مسير أبغور
اهتزّت مدينة ابن أحمد التابعة لإقليم سطات على وقع جريمة قتل مروّعة، بعدما عُثر على جثة مقطعة داخل دورات المياه الملحقة بالمسجد الأعظم بمدينة بن أحمد، في واقعة خلفت صدمة قوية لدى الساكنة، وأثارت تساؤلات واسعة حول دوافع الجريمة وبشاعتها.
وتعود تفاصيل الحادث إلى مساء يوم السبت الماضي، حينما نشب خلاف حاد بين الضحية والجاني، إثر إقدام الأخير على قتل قطة في الشارع العام. هذا الفعل أثار غضب الضحية، الذي عاتب الجاني بشدة، مما دفع هذا الأخير إلى إطلاق تهديد صريح قائلاً: “والله لا بقات فيك”، حسب روايات محلية متطابقة.
ورغم أن الطرفين تصالحا في وقت لاحق داخل المسجد ذاته، فإن الجاني لم يتراجع عن تهديده، حيث أقدم بعد ساعات قليلة على تنفيذ جريمته داخل دورات المياه الملحقة بالمسجد، التي كان مسؤولًا عن نظافتها، ثم أغلق أبوابها واختفى عن الأنظار، متوجهًا إلى مدينة برشيد.
وفي اليوم التالي، تفاجأ المصلون بإغلاق دورات المياه الملحقة بالمسجد ( المراحيض )، وعند محاولتهم استخدامها، صُدموا بالمشهد الدموي داخل أحد المراحيض، حيث وُجدت جثة مقطعة تعود لشخص مجهول الهوية. وعلى الفور، تم إشعار السلطات الأمنية، التي حلت بعين المكان وفتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة.
وقد ساعدت علامة بارزة على ساق الجثة (ندبة قديمة) في التعرف الأولي على هوية الضحية، في انتظار تأكيدات تحليل الحمض النووي. ولاتزال الأبحاث جارية للعثور على الرأس واليدين، في حين تم العثور على بعض الأشلاء خلف منزل الجاني.
وأسفرت التحريات الأمنية عن تحديد هوية المتورط وتوقيفه بسرعة، حيث عُثر بمنزله على أدوات حادة يُشتبه في استخدامها في الجريمة. كما استمرت عمليات التمشيط في مجاري الصرف الصحي والمناطق المحيطة، دون العثور على بقية الأعضاء المفقودة.
ولا تزال التحقيقات متواصلة لكشف ملابسات هذه الجريمة الصادمة، في وقت تعالت فيه الأصوات المطالبة بمراقبة أوثق للمرافق العمومية، بما فيها المساجد، وتعزيز جهود الوقاية من الجرائم ذات الطابع الانتقامي.