خلال كلمته المطولة التي امتدت لنحو 45 دقيقة في افتتاح المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، تناول الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية الملحة، مقدماً مواقف صريحة من أداء الحكومة الحالية، ومؤكداً على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الشعب المغربي، إلى جانب توجيهه رسائل تحفيزية لأعضاء حزبه.
واستهل بنكيران كلمته بالتأكيد على اختلافه مع سياسات الحكومة الحالية، داعياً إلى التمسك بالوحدة الوطنية ودعم مؤسسات الدولة، ومشدداً على أن تعزيز الحريات أساس لا غنى عنه للديمقراطية. كما رحب بالمبادرة الملكية المتعلقة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين، واصفاً إياها بأنها خطوة إيجابية نحو ترسيخ الانفتاح السياسي.
وفي معرض تقييمه للحصيلة الحكومية، عبّر بنكيران عن قلقه مما وصفه بـ”الفشل السياسي”، منتقداً ما اعتبره فهماً قاصراً لطبيعة العمل السياسي الذي يتطلب أكثر من مجرد تقديم دعم مادي. كما وجه انتقادات لاذعة إلى سياسات الدعم الاجتماعي، معتبراً أنها لم تُراعِ الظروف الصعبة للفئات الهشة، وفي مقدمتها الأرامل. وأشار إلى تراجع عدد المستفيدين من العلاج المجاني في المستشفيات العمومية، كما انتقد طريقة تعامل الحكومة مع ملفات الأطباء الشباب وقطاع التعليم.
وفي سياق حديثه عن الهوية الوطنية، شدد بنكيران على أهمية الحفاظ على الخصوصية المغربية الجامعة، مشيداً بالدور التاريخي الذي اضطلع به الأمازيغ في بناء الدولة المغربية والدفاع عن سيادتها.
أما في ما يخص القضية الفلسطينية، فقد أكد بنكيران على متانة الروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وفلسطين، مذكراً بالرمزية الخاصة التي يحتلها المسجد الأقصى ومدينة القدس لدى المغاربة، ومستحضراً الدور الذي اضطلع به المغرب تاريخياً عبر العناية بالوجود المغربي في القدس، لاسيما منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
واختتم بنكيران كلمته بالدعوة إلى رص الصفوف والتشبث بالقيم الوطنية الأصيلة، محثاً الشباب المغربي على مقاومة مظاهر التفاهة والتصدي لكل محاولات المساس بمقدرات الوطن.