شهدت الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يوم الإثنين، توتراً سياسياً غير مسبوق، تخللته مشادات كلامية وملاسنات حادة بين نواب الأغلبية والمعارضة، بسبب تكرار غياب عدد من أعضاء الحكومة عن جلسات المساءلة الأسبوعية.
وأثار عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، الجدل حين استنكر استمرار غياب وزراء وكتاب دولة، وسرد أسماءهم في مداخلة مباشرة شملت كل من زكية الدريوش، فاطمة الزهراء عمور، كريم زيدان، نادية فتاح العلوي، هشام الصابري، وعمر احجيرة، داعياً مكتب المجلس إلى مراسلة رئاسة الحكومة بشأن هذا “التقصير المؤسساتي”، حسب وصفه.
الرد جاء سريعاً من علال العمراوي، رئيس الفريق الاستقلالي، الذي دافع بشدة عن الوزراء الغائبين، معتبراً أن “تعداد أسماء الوزراء بشكل علني يُعد سابقة تهدد توازن النقاش داخل المجلس”، مشيراً إلى أن بعضهم، كما في حالة كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، يوجد في مهام رسمية خارج البلاد.
أجواء الجلسة اشتدت توتراً بعدما تدخل النائب عياشي الفرفار، الذي تسبب في حالة فوضى عارمة، دفعت رئيس الجلسة، محمد أوزين، إلى الرد عليه بلهجة حادة، قائلاً: “رفع الصوت لا يدل على قوة الحجة… هذا نموذج غير محترم”. واضطر الطرفان لاحقاً إلى تبادل الاعتذارات.
في خضم هذه المشادات، عبّر محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، عن استيائه من ما وصفه بـ”التمييز في التعامل مع تدخلات الأغلبية”، مطالباً برئاسة جلسة “محايدة”.
وحتى وزير العلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، وجد نفسه مضطراً للتدخل لتلطيف الأجواء، مؤكداً أن الحكومة حريصة على احترام مواعيد المجلس، وتعمل على تعويض أي وزير يتعذر عليه الحضور.
هذه الأجواء المشحونة دفعت إلى تأخير انطلاق طرح الأسئلة على وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لأكثر من عشرين دقيقة، وسط دعوات لتغليب النقاش المؤسساتي الهادئ على السجالات السياسية الحادة.