“تاسليت أونزار”… حبيب سلام يعود بعمل فني يمزج بين الذاكرة والحنين والاحتفاء بالتراث

tahqiqe24

 

أطلّ الفنان الأمازيغي حبيب سلام على جمهوره من خلال عمل فني جديد يحمل عنوان “تاسليت أونزار”، في تجربة موسيقية وبصرية تسافر بالمشاهد إلى عمق الذاكرة الجماعية، وتستعيد لحظات الطفولة، وروح الأرض، وعبق العادات والتقاليد في القرى المغربية.

العمل، الذي جاء في شكل فيديو كليب، لا يقتصر على تقديم مشاهد فنية مستوحاة من موسم الحرث والحصاد، بل يتجاوز ذلك إلى استحضار صور بريئة لطفولة الريف المغربي، حيث الأطفال يلهون في الحقول، يقلدون الكبار، ويبتكرون ألعابًا بسيطة من أدوات الطبيعة. مشاهد تنضح بعفوية الحياة اليومية في البادية، وتوثق لحظات من الفرح الصافي الذي كان يملأ أيام الطفولة.

وقد جرى تصوير الكليب في منطقة “أقصري”، التابعة لجماعة إموزار إداوتنان، وسط فضاء طبيعي يعكس سحر جبال الأطلس، ويحتفظ بجمالية الحياة البسيطة. وتميز العمل بمشاركة فنية وغنائية مميزة لأطفال مدينة إمينتانوت، الذين سبق أن تألقوا في أعمال سابقة إلى جانب الفنان حبيب سلام، أبرزها أغنية “تالعاربات ن الطالب”، ويعودون اليوم للمساهمة في حمل ذاكرة جماعية بصوتهم البرئ وأدائهم العفوي.

الأغنية من كلمات الفنان حميد الصويري، وألحان وأداء وتوزيع حبيب سلام، في تعاون فني يعكس انسجامًا بين الرؤية الشعرية واللحنية، ويمنح العمل عمقًا وجدانيًا ومعنويًا.

وتتجلى إحدى أبرز اللحظات الرمزية في الكليب من خلال ختامه، الذي صُوِّر في أجواء عرس أمازيغي تقليدي، تم توظيفه كرمز للفرح الجماعي ولثقافة الاحتفاء بالحياة، وفي الآن ذاته كدعوة للحفاظ على تقاليد بدأت تندثر بفعل تسارع التحولات الاجتماعية.

“تاسليت أونزار” هو عمل فني بقدر ما يحتفي بالحياة، يعيد ربط الإنسان بجذوره، ويؤسس لجسر فني بين الأجيال، بين من عاش هذه الصور واقعًا ومن يعرفها فقط من الحكايات. وقد ساهم في إنجازه أكثر من خمسين شخصًا من ممثلين وفنيين ومؤثرين ومتطوعين، في تجربة جماعية تعكس روح الانتماء والالتزام الفني والثقافي.

وسيتم تقديم العمل رسميًا خلال ندوة صحفية خاصة ستُقام بقاعة إبراهيم الراضي، حيث سيُعرض الكليب لأول مرة أمام الصحافة والجمهور المهتم بالشأن الثقافي والفني، متبوعة بنقاش مفتوح مع الفنان حبيب سلام وفريق العمل، لتسليط الضوء على الرسائل الفنية والتراثية التي يحملها هذا العمل.

يُذكر أن عنوان الأغنية “تاسليت أونزار”، والذي يعني “عروس المطر”، يرمز في الميثولوجيا الشعبية الأمازيغية إلى علاقة رمزية بين الحب والمطر، في تعبير شاعري يعكس عمق الارتباط بين الإنسان والطبيعة، ويُجسد فلسفة فنية تنبش في التفاصيل المنسية، وتعيد الاعتبار لجماليات تُوشك أن تغيب.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.