في الذكرى العشرين لانطلاقتها: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم اشتوكة أيت باها تستعرض حصيلة منجزاتها التنموية

الزهرة زكي

يونس سركوح،

خلدت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم اشتوكة أيت باها، الذكرى العشرين لإطلاق هذا الورش الملكي الرائد، تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، في لقاء متميز ترأسه نيابة عن السيد عامل الإقليم، السيد الكاتب العام للعمالة، بحضور رؤساء المجالس الجماعية، وممثلي السلطات المحلية، ورؤساء المصالح الخارجية، وأعضاء اللجنة الإقليمية، إلى جانب عدد من فعاليات المجتمع المدني.

وشكل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على الأثر الإيجابي العميق الذي أحدثته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده سنة 2005، في تحسين مؤشرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى الإقليم، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى عيش الساكنة، خصوصاً في صفوف الفئات الهشة والمهمشة.

وحسب معطيات قسم العمل الاجتماعي، فقد أسفرت المرحلتان الأولى والثانية من المبادرة عن إنجاز 881 مشروعاً بغلاف مالي إجمالي بلغ 405 ملايين درهم، ساهمت المبادرة فيه بمبلغ 210 ملايين درهم، فيما تم تمويل باقي الكلفة من طرف الشركاء المحليين والوطنيين. وشملت هذه المشاريع مجالات محاربة الفقر بالعالم القروي، والتقليص من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

أما المرحلة الثالثة، والتي تميزت بتركيز أكبر على الاستثمار في الرأسمال البشري، فقد شهدت تنفيذ 675 مشروعاً بتكلفة إجمالية ناهزت 312 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة كبيرة بلغت 298 مليون درهم. وتوزعت هذه المشاريع على محاور رئيسية تمثلت في تقليص العجز في البنيات التحتية والخدمات الأساسية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، إلى جانب دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة.

وقد أثنى المشاركون في هذا اللقاء على التراكم التنموي الذي حققته المبادرة بالإقليم، وعلى دينامية العمل الجماعي التي ميزت أداء اللجنة الإقليمية تحت إشراف السيد عامل الإقليم، والتي انعكست في شكل تحولات نوعية شملت قطاعات حيوية، على غرار دعم التمدرس، والرعاية الصحية، والعناية بالفئات ذات الاحتياجات الخاصة، وتحفيز المبادرات الذاتية لدى الشباب حاملي المشاريع.

وفي هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة تثمين هذه المكتسبات، واستشراف آفاق جديدة لهذا الورش المجتمعي الطموح، عبر تكييف تدخلاته مع التحديات المستجدة، وتكثيف الجهود لتوسيع دائرة الاستفادة، لا سيما من خلال تمكين الشباب اقتصادياً واجتماعياً، وتطوير مشاريع مدرة للدخل تستند إلى المؤهلات المتوفرة بالإقليم.

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الاحتفال بهذه الذكرى تميزت بتنظيم سلسلة من الورشات واللقاءات التواصلية، بمشاركة مختلف المتدخلين في المجال الاجتماعي، وتم خلالها عرض تجارب ناجحة لمشاريع نموذجية، تعكس روح هذا الورش التنموي الملكي، الذي يواصل تجديد نفسه لمواكبة تطلعات المواطن المغربي.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.