برنامج وطني لإعادة تكوين قطيع الماشية بقيمة تتجاوز 6 مليارات درهم

tahqiqe24

أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الخميس، عن إطلاق برنامج وطني يهدف إلى إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية. ويأتي هذا البرنامج تنفيذًا للتوجيهات الملكية الصادرة خلال المجلس الوزاري الأخير، بالإضافة إلى حرص الحكومة على دعم هذا القطاع الحيوي.

أهداف البرنامج وأهميته

أكد البواري خلال ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الحكومة أن هذا البرنامج يندرج ضمن جهود تثمين آثار التساقطات المطرية الأخيرة. علاوة على ذلك، يسعى البرنامج إلى تحسين ظروف المربين، لا سيما الصغار منهم. كما يهدف أيضًا إلى ضمان استدامة الثروة الحيوانية في المغرب، وهو ما يعد هدفًا استراتيجيًا للحكومة.

تبلغ ميزانية البرنامج أكثر من 6.2 مليار درهم؛ حيث تم تخصيص 3 مليارات درهم لسنة 2025، بالإضافة إلى 3.2 مليار درهم لسنة 2026. وتركز هذه المبالغ بشكل خاص على دعم المربين الذين يشاركون في الحفاظ على القطيع.

المحاور الخمسة للبرنامج

يرتكز البرنامج على خمسة محاور رئيسية، نبدأها بإعادة جدولة ديون نحو 50 ألف مربي ماشية. في هذا الإطار، تتحمل الدولة 700 مليون درهم. ومن المقرر إلغاء 50% من أصل الدين والفوائد للمبالغ التي تقل عن 100 ألف درهم. أما المربين الذين تتراوح ديونهم بين 100 و200 ألف درهم، فسيُلغى لهم 25% من الدين. بالإضافة إلى ذلك، ستتم إعادة جدولة القروض الأكبر مع إعفاء من فوائد التأخير. ولهذا، يُتوقع أن تخفف هذه الخطوة من الأعباء المالية على المربين.

فيما يتعلق بالمحور الثاني، فإنه يتضمن دعم ثمن الأعلاف، حيث ستُخفض الأسعار بشكل كبير. فمثلاً، ستصبح تكلفة بيع 7 ملايين قنطار من الشعير 1.5 درهم للكيلوغرام. كما سيحصل المربون على دعم مماثل للأعلاف المركبة الموجهة للأغنام والماعز، ليصل سعرها إلى درهمين للكيلوغرام. وبذلك، تصل تكلفة هذا الدعم إلى حوالي 2.5 مليار درهم.

أما المحور الثالث، فيختص بترقيم إناث الماشية بهدف ضبط عمليات الذبح وتحفيز الحفاظ على القطيع. ولهذا الغرض، يُقدّم دعم مباشر بقيمة 400 درهم عن كل رأس مرقمة وغير مذبوحة. بالإضافة إلى ذلك، يستهدف البرنامج ترقيم أكثر من 8 ملايين رأس بحلول ماي 2026، وهو ما يعزز مراقبة وحماية القطيع.

وفي المحور الرابع، تشمل الإجراءات حملة بيطرية وطنية لحماية 17 مليون رأس من الأغنام والماعز من الأمراض المرتبطة بالجفاف. ولهذا الغرض، تم تخصيص ميزانية تصل إلى 150 مليون درهم، مما يعكس اهتمام الحكومة بالوقاية والرعاية الصحية للماشية.

أخيرًا، يركز المحور الخامس على التأطير التقني لمربي الماشية، ويشمل تحسين السلالات وزيادة الإنتاجية من خلال التلقيح الاصطناعي والمواكبة التقنية. ويخصص له ميزانية تصل إلى 50 مليون درهم، مما يساهم في تطوير قدرات المربين ورفع جودة الإنتاج.

الاهتمام الملكي والأهداف الوطنية

وفي الختام، شدد البواري على أن هذا البرنامج يعكس اهتمام الملك محمد السادس بالعالم القروي. بالإضافة إلى ذلك، يعزز البرنامج جهود الحكومة لتحقيق الأمن الغذائي وضمان التوازن المجالي والاجتماعي في المناطق الفلاحية، مما يسهم في تنمية مستدامة وشاملة.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.