اختتام النسخة الـ21 من مناورات “الأسد الإفريقي” بطنطان بعرض عسكري ميداني مشترك بين المغرب والولايات المتحدة

tahqiqe24

أُسدل الستار، يوم الجمعة، على فعاليات النسخة الحادية والعشرين من مناورات “الأسد الإفريقي”، بإجراء تمرين عسكري ميداني ضخم في مصب وادي درعة بإقليم طانطان، تخللته طلعات جوية لمقاتلات “F-16″، وضربات دقيقة بمنظومات راجمات الصواريخ “هيمارس”، بالإضافة إلى عملية برية مشتركة هي الأولى من نوعها نفذتها القوات الخاصة المغربية ونظيرتها الأمريكية، إلى جانب وحدات الرد السريع التابعة للقوات المسلحة الملكية.

وقد حضر التمرين الاستعراضي كل من الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، إلى جانب وفود رفيعة تمثل عدداً من الدول المشاركة.

وشهد التمرين، الذي عُني بتعزيز قابلية التشغيل البيني والجاهزية العملياتية بين الجيشين المغربي والأمريكي، مواجهة افتراضية ضد هدف بري باستخدام وحدات المشاة الآلية، ومدرعات “أبرامز”، ومدافع “M109A5” الملكية، ومقاتلات “F-16″، بالإضافة إلى راجمات “هيمارس”.

وانطلقت العملية بطلعتين استطلاعيتين نفذتهما المقاتلات المغربية، تلاها تدخل بري دقيق نفذته القوات الخاصة المشتركة وقوات الرد السريع، ما أسفر عن تحييد الهدف الافتراضي. أعقب ذلك تدخل راجمات “هيمارس” الأمريكية التي أطلقت صواريخها في عرض مهيب أضاء سماء “كاب درعة”، قبل أن تتقدم المدرعات والمدفعية الثقيلة لضرب الهدف الافتراضي بشكل مباشر وحاسم.

كما تضمن التمرين محاكاة عملية إخلاء طبي فوري، جواً وبراً، للمصابين، إضافة إلى عملية قطر للعربات المتضررة، في مشهد يحاكي سيناريوهات واقعية في ميدان المعركة.

وفي تصريح للمقدم يونس بنعياد، قائد العمليات الميدانية بـ”كاب درعة”، أكد أن “هذه المناورات تشكل فرصة لترسيخ نتائج عشرين سنة من التعاون العسكري بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية”، مشيراً إلى أن “نسخة هذه السنة شهدت لأول مرة دمج القوات الخاصة وقوات الرد السريع ضمن سيناريوهات تحاكي واقع الحروب التقليدية”.

من جهته، أوضح الرائد جواد سافو، عن خلية القيادة، أن الجانب العملياتي من التمرين مكّن من “تعزيز قدرات التخطيط المشترك والتنسيق الميداني، وأظهر الجاهزية العالية للقوات المسلحة الملكية من خلال التمارين الحية بالذخيرة الحقيقية”.

كما أشار المقدم عبد السلام زنان، من خلية الدعم اللوجستي، إلى أن التمرين شمل شقين مهمين؛ الأول يتعلق بالإخلاء الطبي للمصابين باستخدام المركبات والوسائل الجوية، والثاني يخص سحب العربات المتضررة وإعادة تأهيلها.

بدوره، أشاد باتريك فاودي، المسؤول بمصلحة الشؤون العامة بالقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، بمستوى التعاون الذي طبع المناورات، مؤكداً أن التمرين الختامي عكس عمق التنسيق والشراكة العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.