أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن الحكومة المغربية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على قانون جديد يهم المجلس الوطني للصحافة، مشددا على أن هذا المشروع يأتي في سياق إصلاحي يهدف إلى تعزيز التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، وتخليق الممارسة الإعلامية بالمملكة.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، أبرز بنسعيد أن “الصحافة ليست مجرد قطاع كباقي القطاعات، بل هي خدمة عمومية تساهم في بناء الديمقراطية، وتمس المجتمع بكامله”، مضيفا أن “المجلس الوطني للصحافة، الذي تأسس سنة 2018، جاء تتويجًا لمسار يروم ترسيخ استقلالية المهنة عبر آليات تنظيم ذاتي”.
وأشار الوزير إلى أن تنظيم المهنة “لا يجب أن يُفهم كإجراء إداري أو تقني، بل هو تجسيد فعلي لروح دستور 2011 الذي نصّ صراحة على حرية الصحافة وعلى تنظيم المهنة وفق أسس ديمقراطية”، معتبرا أن التنظيم الذاتي “يعني إشراك المهنيين في بلورة ميثاق أخلاقي ينظم الممارسة ويصون كرامة الصحافيين وحقوق المواطنين”.
وفي معرض حديثه عن اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، أوضح بنسعيد أن الحكومة تدخلت في إطار استمرار المؤسسات، مضيفا أن “اللجنة اشتغلت لأزيد من سنة ونصف على إعداد تصور شامل لتطوير المهنة”، مؤكدا أن مشروع القانون الجديد قيد المناقشة الحكومية حاليًا وسيتم عرضه على المهنيين في إطار تشاركي.
وفي رده على انتقادات المعارضة، أقر بنسعيد بوجود اختلافات في وجهات النظر داخل الجسم الصحافي، لكنه شدد على أن الهدف هو “الخروج بقانون يضمن حرية واستقلالية الصحافة، ويحد من الانفلاتات التي تسيء إلى القطاع”، في إشارة إلى “الأخبار الكاذبة والممارسات غير المهنية”.
من جهة أخرى، وفي سياق الحديث عن حماية التراث، كشف الوزير عن تخصيص أزيد من 800 مليون درهم لترميم نحو 40 موقعًا أثريًا منذ سنة 2021، لافتا إلى أن الوزارة تعتمد حاليا نموذجًا اقتصاديا جديدا يربط بين الجذب السياحي والحفاظ على التراث.
وبخصوص تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية، شدد الوزير على أن الحكومة تعتمد مشاريع تستهدف “إعادة الثقة لدى الشباب المغربي”، على رأسها مشروع “جواز الشباب”، الذي يتيح تسهيلات متنوعة في مجالات الرياضة والثقافة والنقل، ويهدف إلى الحفاظ على كرامة الشباب وتحفيزهم على الاندماج محليا.
وأشار بنسعيد إلى أن الجهود تشمل أيضًا إطلاق جائزة الشباب لتشجيع المبادرات في المجالات الثقافية والعلمية، مؤكدا أن “ثقافة الاعتراف باتت أولوية حكومية من أجل إعادة الاعتبار للمواهب الشابة”.
وختم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن الحكومة ملتزمة بتقوية قنوات التواصل مع الشباب المغربي، عبر رقمنة الخدمات، وتوفير بيئة محفزة للابتكار والمشاركة في الحياة العامة، قائلا: “استعادة ثقة الشباب ليست ترفًا بل ضرورة وطنية”.