محمد مسير ابغور
منذ الاستحقاقات الجماعية والتشريعية لسنة 2021، دخل حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم شفشاون في حالة من التخبط التنظيمي، عنوانها الأبرز هو التخاذل والصراعات بين قياديي ومناضلي الحزب، ما ينذر بتراجع تأثيره السياسي محليًا. فبدل أن تُشكل نتائج الثامن من شتنبر نقطة انطلاق نحو ترسيخ موقع الحزب على المستوى الإقليمي، تحوّلت إلى بداية انحدار تنظيمي قد يُفضي إلى خسائر سياسية في الاستحقاقات المقبلة.
ويعود السبب الرئيسي إلى فشل القيادة الإقليمية في احتواء الأزمات التي يعرفها الإقليم، وتفريطها في فرض الاستقرار والتجانس داخل صفوف الحزب. وهو الدور الحقيقي المنوط بالمسؤول الإقليمي، الذي يجمع بين صفة انتخابية رفيعة وموقع حزبي مؤثر، غير أنه، عوض أن يكون عنصر توازن وتدبير استراتيجي، اختار الانخراط في صراعات داخلية بين القياديين بالإقليم، ما عمّق التباعد بينهم.
هذه الممارسات أفرزت واقعًا مخالفًا لتطلعات المناضلين، يغيب عنه وضوح الرؤية وتضيع فيه البوصلة التنظيمية، في ظل نمط تدبيري منغلق لا يُنتج سوى التوترات والانقسامات. وهي اختلالات عمّقت الشرخ بين القيادة والقاعدة، وأدت إلى حالة من الجفاء بين الحزب ومحيطه المجتمعي.