شرع عدد من الولاة والعمال الجدد، الذين عيّنهم الملك محمد السادس مؤخرًا على رأس عدد من الولايات والعمالات والأقاليم، في تنفيذ سلسلة من الزيارات الميدانية والحملات التمشيطية بمختلف المناطق الواقعة ضمن نفوذهم الترابي، وذلك بهدف تشخيص الأوضاع المحلية والوقوف عن كثب على تقدم المشاريع التنموية.
ووفقًا لما أفادت به مصادر إعلامية متطابقة، فإن المسؤولين الترابيين الجدد يعكفون حاليًا على دراسة دقيقة للأوضاع السوسيو-اقتصادية والإدارية داخل الجماعات الترابية التابعة لهم، من خلال عقد لقاءات مع المنتخبين المحليين، وممثلي المصالح الخارجية، والفاعلين المدنيين، إضافة إلى زيارات ميدانية للمرافق العمومية والمشاريع قيد الإنجاز.
ويهدف هذا التحرك إلى رصد مكامن الخلل التي قد تعيق تنفيذ البرامج التنموية المبرمجة، والعمل على تسريع وتيرة الإنجاز، وتدارك التأخر المسجل في بعض الأوراش، فضلًا عن بلورة رؤى متكاملة للتدخل في المناطق التي تعاني من الهشاشة أو ضعف في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وتندرج هذه الخطوات في إطار تفعيل التعليمات الملكية السامية الرامية إلى ترسيخ مبادئ الحكامة الترابية الجيدة، وتعزيز فعالية الإدارة الترابية في التفاعل مع انتظارات المواطنين، وضمان التقائية السياسات العمومية على الصعيد المحلي.
ومن المرتقب أن تفضي هذه الجولات التشخيصية إلى بلورة خارطة طريق واضحة لكل إقليم أو عمالة، تُحدَّد من خلالها الأولويات التنموية، وتُقترَح آليات فعالة للتنزيل، في إطار مقاربة تشاركية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة واحتياجات ساكنتها.