محمد العلمي ودان، عامل إقليم شفشاون: الرجل الميداني

tahqiqe24

بقلم: محمد مسير أبغور – تحقيقـ24

منذ تعيينه يوم 22 غشت 2018 عاملاً على إقليم شفشاون، أصبح محمد العلمي ودان معروفًا لدى الصغير قبل الكبير. رجل ينصت جيدًا لنبض الإقليم، ويتفاعل بسرعة وجدية مع القضايا الاجتماعية الأساسية. وقد استطاع أن يترك بصماته الواضحة في مختلف المجالات التنموية، بعد أن عرف الإقليم تراجعًا كبيرًا على مستوى القطاعات التي تدخل ضمن اختصاصاته كممثل لصاحب الجلالة.

إقليم شفشاون، المكوَّن من 27 جماعة قروية وجماعة حضرية واحدة، إضافة إلى أربع دوائر تقع كلها في مناطق نائية ذات تضاريس ومناخ صعبين، ظلّ يعاني لعقود من التهميش والنسيان، مما أرهق ساكنته وجعلها ترزح تحت وطأة الهشاشة.

محمد العلمي ودان، القادم من وزارة الفلاحة كمهندس دولة، شغل سابقًا منصب مدير جهوي للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وكذا مديرًا إقليميًا بتيزنيت. هذا الرجل استطاع تنزيل مشاريع مهمة في البنيات التحتية، خصوصًا المتعلقة بالطرق وفك العزلة عن العالم القروي، كما ساهم بشكل ملموس في تقليص الفوارق الاجتماعية عبر التفعيل الجيد والناجع لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في وقت فشلت فيه الأحزاب السياسية والمنتخبون في النهوض بالإقليم.

محمد العلمي ودان لم يترك جماعة ولا دوارًا ولا منزلاً إلا وكان له فيه حضور يُذكر، حتى أصبح المواطن البسيط، قبل الميسور، يعرفه ويقدّره. فهو يُجسِّد فعلاً نموذج المسؤول المواطن، والإطار الكفء الذي يتمنى الجميع وجوده، ناصر للحق، كاره للباطل والظلم.

جعل من الإقليم وجهة سياحية عالمية، من خلال الاهتمام بالمنتجعات السياحية والترويج للشواطئ الممتدة على طول 120 كيلومترًا من الواجهة الساحلية. كما أطلق مشاريع تنموية واقتصادية مرتبطة بالفلاحة المجالية، مثل تحسين إنتاج وتسويق زيت الزيتون، والتين، والخروب، بالإضافة إلى مشروع غرس هكتارات من فاكهة “الأفوكا”، والتنزيل الجيد لمشروع تقنين القنب الهندي، بشراكة مع الوكالة الوطنية المختصة.

لقد أنجز محمد العلمي ودان، خلال فترة وجيزة اتسمت بالتحديات الكبرى كالجفاف والجائحة وندرة المياه، ما لم يُنجز منذ إحداث عمالة إقليم شفشاون سنة 1974. وتمكّن من تحقيق نقلة نوعية اعتمادًا على السلم الاجتماعي، ومن خلال استماعه لنبض الشارع وتفاعله الدائم مع هموم المواطنين.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.