مدير النشر : يونس سركوح
شهدت جماعة أربعاء آيت أحمد بإقليم تزنيت، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 يونيو 2025، تنظيم الموسم السنوي لعين “بوتبوقالت”، وهو حدث ثقافي واجتماعي وتراثي يرسّخ الارتباط الوثيق بين الساكنة المحلية وذاكرتها الجماعية، ويجسد في الآن ذاته دينامية تنموية قائمة على الشراكة والتعاون بين المجتمع المدني والسلطات المحلية. وقد جرى تنظيم هذا الموسم بمبادرة من جمعية آيت سليمان للتنمية والتعاون، وبدعم من المجلس الجماعي لأربعاء آيت أحمد، في إطار رؤية تشاركية تهدف إلى تعزيز الإشعاع الثقافي للمنطقة ودعم الاقتصاد المحلي.
امتدت أنشطة الموسم إلى مركز الجماعة وضفاف العين الطبيعية، حيث احتشد المئات من الزوار من مختلف المناطق، في أجواء اتسمت بالتنظيم المحكم والإقبال الواسع. وشهدت أيام الموسم الأربع تنظيم فقرات متعددة، تمثلت في أمسيات موسيقية وفنية نشّطتها فرق فلكلورية وأمازيغية، إلى جانب معارض للمنتجات المجالية والصناعة التقليدية، شكلت نافذة للتعريف بالإمكانات الاقتصادية المحلية، وساحة لتشجيع المبادرات الفردية والتعاونيات النسائية والشبابية. كما عرف الموسم تنظيم أنشطة رياضية لفائدة الأطفال والشباب، مما أضفى عليه طابعًا تنشيطيًا وترفيهيًا أوسع، وكرّس بعده التربوي والاجتماعي.
وقد جرى تأمين مختلف فقرات التظاهرة بفضل انخراط واسع لمجموعة من الفاعلين، من ضمنهم السلطات المحلية وعلى رأسها قيادة آيت أحمد، وأعوان السلطة، وعناصر الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، إلى جانب الأمن الخاص ومجموعة من المتطوعين الذين ساهموا في إنجاح الموسم وضمان انسيابية أنشطته. وهو ما يؤكد أهمية العمل التشاركي في إنجاز تظاهرات بهذا الحجم، خاصة في مناطق قروية تعتمد على مواردها الذاتية وإرادة أبنائها في تثمين موروثها الرمزي والمادي.
وقد عبّرت الجمعية المنظمة، في ختام الفعاليات، عن اعتزازها بالنجاح الذي عرفه الموسم، مثمنةً كل الجهود المبذولة من مختلف الشركاء والمتدخلين، ومجددةً التزامها بمواصلة العمل على تنظيم مبادرات مستقبلية تُسهم في تعزيز التنمية المحلية وتحقيق الإشعاع الثقافي والاقتصادي للمنطقة. كما دعت إلى دعم مثل هذه المبادرات من طرف المؤسسات العمومية والخاصة، لما لها من أثر إيجابي على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لساكنة المجال القروي.
يمثل موسم عين “بوتبوقالت” أكثر من مجرد احتفال موسمي؛ إنه تعبير حيّ عن صمود الثقافة المحلية واستمرارية الذاكرة الجماعية في وجه التحولات، كما يعكس رغبة الجماعة في تحويل الرأسمال الثقافي إلى رافعة تنموية حقيقية، تُعبّر عن هوية المنطقة وتطلعاتها المستقبلية ضمن رؤية تنموية مندمجة ومستدامة.