الصحافي محمد مخضار،
في واحدة من أبرز مباريات الجولة الثالثة لحساب المجموعة السابعة ضمن البطولة العالمية التي تضم 32 ناديًا يمثلون نخبة الفرق عبر القارات، خاض نادي الوداد الرياضي المغربي مواجهة صعبة أمام نادي يوفنتوس الإيطالي، انتهت بنتيجة 4-1 لصالح الفريق الأوروبي.
ورغم النتيجة، قدّم ممثل الكرة المغربية أداءً يرقى إلى مستوى التطلعات، وأظهر انضباطًا وتماسكًا كبيرين أمام أحد أعتى الفرق الأوروبية، ليؤكد أن الحضور المغربي في هذا المحفل العالمي لم يكن مجرد مشاركة شكلية، بل امتداد لمسار من العطاء والمنافسة المشروعة.
أداء مشرّف رغم الفوارق
دخل لاعبو الوداد اللقاء بعزيمة واضحة لتجاوز آثار الهزيمة الأولى، وتقديم صورة مشرفة عن الكرة المغربية. وعلى الرغم من التفاوت الواضح في الإمكانيات التقنية والمالية بين الطرفين، فقد نجح الفريق المغربي في مجاراة إيقاع المباراة، وأظهر شخصية قوية وروحًا قتالية داخل رقعة الميدان.
وسجّل هدف الوداد الوحيد اللاعب الجنوب إفريقي ثيمبنكوسي لورش، الذي بصم على هدف مميز عقب سلسلة تمريرات جماعية منظمة، ليعيد الأمل مؤقتًا لجماهير الفريق التي آمنت بقدرة اللاعبين على صنع الفارق.
بصمة فنية بقيادة وطنية
أشرف المدرب الوطني أمين بنهاشم على الفريق خلال هذه المواجهة، ونجح في تقديم قراءة فنية متوازنة، من خلال تحفيز لاعبيه وتوظيف قدراتهم بشكل فعّال. وقد بدا تأثيره واضحًا على مستوى التنظيم الدفاعي، والارتداد السريع، والتعامل مع الضغط العالي الذي فرضه الخصم.
جمهور ودادي يصنع الفارق
لم يقتصر الحضور المغربي على الميدان، بل امتد إلى المدرجات، حيث شكّل جمهور الوداد عنصر دعم أساسيًا للفريق. فقد توافد الآلاف من المشجعين من مختلف المدن المغربية، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لتقديم الدعم والمؤازرة.
وقد لفت الحضور الجماهيري أنظار المتابعين، حيث وصفت بعض وسائل الإعلام العالمية هذا الجمهور بـ”الملحمة الجماهيرية”، مشيدة بانضباطه وحماسه الكبير، والذي استمر حتى بعد إطلاق صافرة النهاية.
رسالة أبعد من النتيجة
رغم الهزيمة الرقمية، فقد خرج نادي الوداد الرياضي برصيد معنوي كبير، بعدما جسّد قيم الانتماء، وروح التحدي، والقدرة على تمثيل الوطن بشرف. كما أرسل رسالة مفادها أن الكرة المغربية قادرة على مقارعة الأندية الكبرى، شريطة دعم المشروع الرياضي، والاستثمار في الطاقات المحلية.
لقد أثبت “وداد الأمة” أن الرياضة ليست فقط انتصارًا في النتيجة، بل هي أيضًا ترجمة لقيم الالتزام، والروح الجماعية، واللعب النظيف، ما يجعل من هذه المواجهة فصلًا جديدًا في تاريخ النادي، ومصدر فخر لجماهيره الواسعة داخل المغرب وخارجه.