تحقيقـ24 – الرباط
أطلّ الفنان الأمازيغي حبيب سلام، ابن جماعة أيت أحمد بدائرة أنزي بإقليم تيزنيت، على جمهور مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في حفل فني مميز أعاد فيه للأغنية الأمازيغية نكهتها الأصيلة، مؤكدًا حضوره القوي في الساحة الفنية المغربية.
بصوته العذب وإحساسه الفني المرهف، أتحف حبيب سلام الحاضرين بمجموعة من أعماله التي ذاع صيتها في الأوساط الفنية، من بينها أغنية “تالعربات ن طالب” و*”تسليت أونزار”*، حيث أبدع في تقديم أداء تميز بالصدق العاطفي وجودة التوزيع الموسيقي، ما جعله يحظى بتفاعل كبير من طرف جمهور المنصة الأمازيغية بسلا، الذي لم يتوقف عن الترديد والتصفيق.
ينتمي الفنان حبيب سلام إلى مدرسة فنية تحرص على المحافظة على خصوصية اللون الأمازيغي الأصيل، مع لمسات تجديدية تجمع بين الكلمة الموزونة، واللحن المستوحى من التراث، والصوت القوي القادر على تجسيد مختلف الأحاسيس. وهو بذلك يسير على خطى عدد من الأسماء التي ساهمت في الارتقاء بالأغنية الأمازيغية لتصبح جزءًا من المشهد الفني المغربي المتنوع.
وقد شكلت مشاركته في مهرجان “موازين” لحظة فارقة في مساره الفني، حيث اعتُبرت فرصة لتقديم هذا اللون الموسيقي أمام جمهور عريض يمثل مختلف جهات المملكة، كما أبان عن قدرة الأغنية الأمازيغية على ملامسة الأذواق كافة، متى توفرت الجودة في الأداء والالتزام في التقديم.
وعقب نهاية السهرة، عبّر الفنان عن سعادته بهذا اللقاء الفني الكبير، مشيرًا إلى أن مهرجان “موازين” يعد من أبرز المنصات الثقافية التي تتيح للفنانين إبراز خصوصيتهم الفنية أمام جمهور متعدد ومتنوع. كما وجّه تحية خاصة لجمهور الجنوب الذي يعتبره الداعم الأول لمسيرته منذ انطلاقته.
يُذكر أن حبيب سلام، ابن منطقة أيت أحمد الجبلية، راكم خلال السنوات الأخيرة رصيدًا فنيًا مهمًا جعله من الأسماء الوازنة في المشهد الغنائي الأمازيغي، بفضل اختياراته الفنية الرصينة وحرصه على البقاء وفيًا لهويته الثقافية والجغرافية.