في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة الملاحة البحرية الإسبانية “أرماس” عن إلغاء جميع رحلاتها البحرية المبرمجة نحو ميناء الحسيمة، وذلك على خلفية حملة مقاطعة واسعة أطلقها أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، احتجاجًا على اختفاء شاب مغربي في ظروف غامضة خلال إحدى الرحلات.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى رحلة بحرية انطلقت من ميناء موتريل الإسباني باتجاه ميناء الحسيمة، كان على متنها الشاب المغربي مروان المقدم، الذي فُقد أثره بشكل مفاجئ، ما أثار موجة من الغضب والاستياء في صفوف الركاب وأفراد أسرته.
ووجّهت العديد من الأصوات اتهامات مباشرة للشركة بالتقصير والإهمال، خاصة في ظل “غياب تام لأي تواصل رسمي”، بحسب تعبير مقربين من عائلة المختفي.
ورغم تصاعد الاحتجاجات، امتنعت الشركة عن إصدار أي توضيح رسمي بخصوص ملابسات اختفاء الشاب، ما زاد من حالة الغضب الشعبي، وأدى إلى تراجع الثقة في خدمات “أرماس”، التي كانت تعتبر واحدة من أبرز شركات الملاحة بين الضفتين.
وذكرت مصادر من ميناء الحسيمة أن قرار إلغاء الرحلات جاء بشكل أحادي ومن دون إشعار مسبق للسلطات المحلية أو المسافرين، ما خلف ارتباكًا كبيرًا، خصوصًا لدى المسافرين العائدين في إطار عملية “مرحبا 2025”.
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة قد تُحدث تأثيرًا سلبيًا على مستقبل الشركة في السوق المغربية، خاصة مع وجود منافسين قادرين على ملء الفراغ، في ظل ازدياد وعي الجالية بقضايا السلامة وشفافية الخدمات.
في غضون ذلك، دعت عدد من الأسر المغربية، خصوصًا المقيمة بأوروبا، إلى فتح تحقيق رسمي للكشف عن ظروف اختفاء الشاب، وتحميل شركة “أرماس” كامل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، فيما لم تُصدر السلطات المغربية بعد أي موقف رسمي بشأن الحادث.
