مع بداية فصل الصيف، يجد أطفال وشباب إقليم تيزنيت أنفسهم في مواجهة واقع مقلق، يتجسد في غياب شبه تام للفضاءات الترفيهية والمرافق المخصصة لهم، ما يجعل العطلة الصيفية، التي من المفترض أن تكون محطة للراحة وتجديد الطاقات واكتساب خبرات جديدة، فترة باهتة بلا مضمون حقيقي.
ففي الوقت الذي تستفيد فيه مناطق أخرى من برامج صيفية متنوعة، تستهدف الطفولة والشباب وتعمل على صقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم، يظل أبناء تيزنيت محرومين من مثل هذه المبادرات، حيث لا تزال غالبية المراكز والفضاءات التابعة لقطاع الشباب مغلقة إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أهميتها في احتضان أنشطة التأطير والترفيه.
وتزداد الصورة قتامة حين يُلاحظ أن المخيم الشاطئي الوحيد بأكلو، الذي يمثل بصيص الأمل للأطفال، يستقبل في معظمه وفودًا قادمة من خارج الإقليم، بينما يظل أبناء تيزنيت بعيدين عن الاستفادة منه، رغم أنه مقام على ترابهم، في ظل غياب أي إجراءات لتخصيص حصص لهم أو تنظيم برامج تتيح لهم فرصة التخييم والترفيه.
كما تعاني مناطق عديدة بالإقليم من غياب شبه تام لبرامج التنشيط الثقافي والفني والرياضي، علاوة على ضعف البنيات المخصصة للتأطير وغياب شروط السلامة والتجهيز، وهو ما يحرم فئات واسعة من الأطفال والشباب من حقهم الطبيعي في الاستفادة من العطلة الصيفية لتطوير مهاراتهم والتعبير عن مواهبهم، خاصة وأن شريحة كبيرة منهم تنحدر من أسر ذات دخل محدود.
هذا الوضع غير السليم يدفع الكثير من الأطفال والشباب إلى البحث عن بدائل عشوائية وغير مؤطرة، قد تؤثر سلبًا على سلوكياتهم وتبعدهم عن الفضاءات التربوية التي من شأنها أن تؤسس لشخصيات متوازنة ومنفتحة.
وأمام هذا المشهد، تطالب فعاليات مدنية وجمعوية بالإقليم السيد عامل إقليم تيزنيت بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا التهميش، عبر دعم إنشاء وتهيئة فضاءات تربوية وترفيهية وثقافية قادرة على الاستجابة لحاجيات الأطفال والشباب، وتمكينهم من حقهم المشروع في الترفيه والتكوين خلال العطلة الصيفية، بما يسهم في صقل طاقاتهم ووقايتهم من الانزلاق نحو ممارسات وسلوكيات قد تكون مضرة بمستقبلهم.